المواضيع الأخيرة
أحدث الصور
احلى شعر عن الطفولة
صفحة 1 من اصل 1 • {شارك}
احلى شعر عن الطفولة
شعر عن ايام الطفولة ، شعر عن الطفولة نزار قباني ، شعر عن الطفولة لاحمد شوقي ، براءة الاطفال خواطر ، خواطر عن الاطفال ، قصيدة عن الطفولة مكتوبة ، ابيات شعر للاطفال ، شعر عن الطفولة لمحمود درويش
كنت متحيير وذا سر "الحياة"
وللأسف هالحين ما عدت متحيير
كنت أطيير من ورق سرب وقطاه
وللأسف ما صرت مثل أول أطيير
كنت طفل صغيير أحلامه فضاه
كبرت أحلامه عليه وهو صغيير
كان عندي لكل عصفورٍ حصاه
كنت أسمع، كنت أفكر، كنت أغيير
الوجود يضيق من كل اتجاه
الأمل شكاك والصبر متطيير
تلفت جروحي علي الانتباه
جرحٍ يودع وجرحين يسيير
ليت لي من ضيقتي قفر ومتاه
وقلب مستهتر وعزم وعقل نيير
وليت لي من ضيقتي ضحكة شفاه
ضحكةٍ تبطي بـ هالعمر القصيير
الشاعر : ياسر التويجري
***
وسيماً من الأطفال لولاه لم أخف
على الشيب أن أنأى و أن أتغربا
تود النجوم الزهر لو أنها دمى
ليختار منها المترفات ويلعبا
وعندي كنوز ٌ من حنان ورحمة
نعيمي أن يغرى بهنّ وينهبا
يجور وبعض الجور حلو محبب
ولم أرى قبل الطفل ظلماً محببا
ويغضب أحيانا ويرضى وحسبنا
من الصفو أن يرضى علينا ويغضبا
و إن ناله سقم تمنيت أنني
فداءً له كنت السقيم المعذبا
ويوجز فيما يشتهي و كأنه
بإيجازه دلاً أعاد و أسهبا
يزف لنا الأعياد عيداً إذا خطا
وعيداً إذا ناغى وعيداً إذا حبا
كزغب القطا لو أنه راح صادياً
سكبت له عيني وقلبي ليشربا
وأوثر أن يروى ويشبع ناعماً
و أظمأ في النعمى عليه وأسغبا
ينام على أشواق قلبي بمهده
حريراً من الوشي اليماني مذهبا
وأسدل أجفاني غطاء يُظله
و يا ليتها كانت أحنّ و أحدبا
وحملني أن أقبل الضيم صابراً
وأرغب تحناناً عليه و أرهبا
وتخفق في قلبي قلوب عديدة
لقد كان شِعبا واحداً فتشعبا
ويارب من أجل الطفولة وحدها
أفض بركات السلم شرقاً ومغربا
وصن ضحكة الأطفال يارب إنها
إذا غردت في موحش الرمل أعشبا
ويارب حبب كل طفل فلا يرى
وإن لج في الإعنات وجهاً مقطبا
وهيىء له في كل قلب صبابةً
وفي كل لقيا مرحباً ثم مرحبا
***
وسيماً من الأطفال لولاه لم أخف
على الشيب أن أنأى و أن أتغربا
تود النجوم الزهر لو أنها دمى
ليختار منها المترفات ويلعبا
وعندي كنوز ٌ من حنان ورحمة
نعيمي أن يغرى بهنّ وينهبا
يجور وبعض الجور حلو محبب
ولم أرى قبل الطفل ظلماً محببا
ويغضب أحيانا ويرضى وحسبنا
من الصفو أن يرضى علينا ويغضبا
و إن ناله سقم تمنيت أنني
فداءً له كنت السقيم المعذبا
ويوجز فيما يشتهي و كأنه
بإيجازه دلاً أعاد و أسهبا
يزف لنا الأعياد عيداً إذا خطا
وعيداً إذا ناغى وعيداً إذا حبا
كزغب القطا لو أنه راح صادياً
سكبت له عيني وقلبي ليشربا
وأوثر أن يروى ويشبع ناعماً
و أظمأ في النعمى عليه وأسغبا
ينام على أشواق قلبي بمهده
حريراً من الوشي اليماني مذهبا
وأسدل أجفاني غطاء يُظله
و يا ليتها كانت أحنّ و أحدبا
وحملني أن أقبل الضيم صابراً
وأرغب تحناناً عليه و أرهبا
وتخفق في قلبي قلوب عديدة
لقد كان شِعبا واحداً فتشعبا
ويارب من أجل الطفولة وحدها
أفض بركات السلم شرقاً ومغربا
وصن ضحكة الأطفال يارب إنها
إذا غردت في موحش الرمل أعشبا
ويارب حبب كل طفل فلا يرى
وإن لج في الإعنات وجهاً مقطبا
وهيىء له في كل قلب صبابةً
وفي كل لقيا مرحباً ثم مرحبا
شعر أبو القاسم الشابّي
يا قطعةً من كبدي فداكِ يومي وغدي
وداد يا أنشودتي البكر ويا شِــعري النّدي
يا قامة من قصب الســــكّر رخص العِقَدِ
حلاوة مهــــما يزد يــــــوم عليـــها تزدِ
توقّدي في خــــاطري وصفّقي وغرّدي
تستيقظ الأحلام في نفسي وتسقيها يدي
عشـــــرون قل للشمس لا تبرح وللدّهر اجمدِ
عشـــرون يا ريحانةً في أُنـمليْ مــبدّدِ
عشـــــرون هلّل يا ربيع للصّبا وعـــــيِّدِ
وبشّر الزّهر بأختِ الزّهر واطــــرب وأُنشدِ
وانقل إلى الفرقدِ ما لم نمْدهُ عن فرقــــدِ
يا قطعةً من كبدي فداكِ يومي .... وغدي
شوقي بغدادي
هنا في فراغ القلب طاروا وحوّموا
فراشــاتِ حقـلٍ في عيوني تُـدَوّمُ
أراهم مدى عمري فكـلّ قصيدةٍ
أغنّي قوافيَـها التي تُشتهــى هـمُ
أحبّهم في العيد فرحـةَ بيتنــا
مع الفجر قاموا، وارتدوا ثمّ سلّـموا
أحبّهم عند الشتـاء إذا غــدوا
فضجّ بهـم صـفٌّ ونـاء معلّـــم
فإن رجعـوا فالبيت منهم قصائدٌ
تُعـادُ، وأرقــامٌ مئــاتٌ تُنظّـم
وأعينهـم إذا علقت في حكايـةٍ
توقّدُ من وهْــج الحديــث وتحكم
وخمشاتهـم في وجنــة الأمّ لذّةٌ
تسيل من الظّفـر الحـــبيب وتنعم
لأمثالهم نبني ونرفـــع عالمـاً
على الأرض يحيا الطّفـل فيـه ويسلم
شعر عائض القرني
سلامٌ على عهد الطّفولة إنّه
أشد سرور القلب طفلٌ إذا حبا
ويا بسمةَ الأطفال أي قصيدة
توفِّي جلال الطّهر ورداً ومشربا
فيا ربّ بارك بسمة الطّفل كي نرى
على وجهه الرّيان أهلاً ومرحباً
ويا رب كفكف دمعه برعايةٍ
ولطفك بالجسم الصّغير إذا كبا
وحبّبه للأجيال تحضن طهرَه
وتقبس منه الطّهر عطراً مطيبا
ويا رب في بيتي عصافير دوحة
فقلبي من خوف الفراق تشعّبا
أخاف على عشّ الطّفولة جائراً
يرون به فظّاً ووجهاً مقطّبا
وكنت أداري عنهم الضّيم جاهداً
وأستقبل الأحداث ناباً ومخلبا
تجرّعت غيظاً دونهم وأمضني
زمان فألقيت المقادة مجنّبا
ولولاهم ما سامني الدّهر خطّةً
وشابهت في دفع الظّلامة مصعبا
وأستمهل الموت الّلحوح مخافةً
على صبيتي أن يرعوا الرّوض مجدبا
وكم ليلة أضنى أنين بكائهم
فؤادي أراعي الّليل نجماً وكوكبا
ولي من تواقيع الغرام شواهد
غدت قبلاً لو لاقت الجدب أعشبا
شعر عن الطّفولة
للـه ما أحلى الطّفولة إنّها حلم الحيـاة
عهد كمعسـول الرؤى مـا بين أجنحة السّبات
ترنو إلى الدّنيا وما فيها بعين باسمةٍ
وتسير في عدوات واديها بعين حالمة
الشّاعر بدوي الجبل
وسيماً من الأطفال لولاه لم أخف
على الشّيب أن أنأى و أن أتغربا
تودّ النّجوم الزّهر لو أنّها دمىً
ليختار منها المترفات ويلعبا
وعندي كنوز ٌ من حنان ورحمةٍ
نعيمي أن يغرى بهنّ وينهبا
يجور وبعض الجور حلوٌ محبّب
ولم أرَ قبل الطّفل ظلماً محبّبا
ويغضب أحياناً ويرضى وحسبنا
من الصّفو أن يرضى علينا ويغضبا
و إن ناله سقم تمنّيت أنّني
فداءً له كنت السّقيم المعذّبا
ويوجز فيما يشتهي وكأنّه
بإيجازه دلاً أعاد و أسهبا
يزفّ لنا الأعياد عيداً إذا خطا
وعيداً إذا ناغى وعيداً إذا حبا
كزغب القطا لو أنّه راح صادياً
سكبت له عيني وقلبي ليشربا
وأوثر أن يروى ويشبع ناعماً
وأظمأ في النّعمى عليه وأسغبا
ينام على أشواق قلبي بمهده
حريراً من الوشي اليماني مذهبا
وأسدل أجفاني غطاء يُظلّه
ويا ليتها كانت أحنّ وأحدبا
وحمّلني أن أقبل الضّيم صابراً
وأرغب تحناناً عليه وأرهبا
وتخفق في قلبي قلوب عديدة
لقد كان شِعباً واحداً فتشعّبا
ويا رب من أجل الطّفولة وحدها
أفض بركات السلم شرقاً ومغربا
وصن ضحكة الأطفال يارب إنّها
إذا غرّدت في موحش الرّمل أعشبا
ويا رب حبّب كلّ طفل فلا يرى
وإن لج في الإعنات وجهاً مقطبا
وهيّء له في كلّ قلبٍ صبابةً
وفي كلّ لقيا مرحباً ثمّمرحبا
حطان بن المعلّى، ابن الرومي، أبو الحسن التهامي، أحمد شوفي،، الأخطل الصغير، الصافي النجفي، بدوي الجبل،
أبو فراس النطافي، كريم مرزة الأسدي، سليمان عيسى، أدونيس.
1 - وإنّما أولادُنا بيننا أكبادُنـا تمشي على الأرضِ.
الشاعر: حِطّان بن المُعَلَّى:
شاعر عاش في صدر الإسلام، فصلنا عنه وعن قصيدته في كتابنا (شعراء الواحدة وبواحدة):
أنزلني الدهـرُ على حُكْمِـه
مـن شامخٍ عـالٍ إلى خـَفْضِ
وغالني الدهرُ بوَفْرِ الغِنى
فليس لي مالٌ سوى عِرْضي
أبكانيَ الدهــرُ، ويا رُبَّمـا
أضحكني الدهرُ بما يُرْضـي
وفيها يقول هذه الأبيات الرائعة في الطفولة والأطفال:
لولا بُنيّـاتٌ كزُغْـــبِ القَطــا
رُدِدْنَ مـن بعـضٍ إلـى بـعــضِ
لكان لـي مُضْطَـرَبٌ واسعٌ
في الأرض ذاتِ الطول والعَرْضِ
وإنّـمـــا أولادُنـــا بيننـــا
أكـــبادُنـا تمشـــي علـــى الأرضِ
لو هَبّــتِ الريحُ على بعضهـم
لامتنـعتْ عيـني من الغَمْـضِ
2 - أروع قصيدتي رثاء للأبناء في العصر العباسي:
ا - ابن الرومي: (بكاؤكُما يَشْفِي وإنْ كان لا يُجدي).
أبو الحسن علي بن العباس بن جريج وكنيته ابن الرومي نسبة لأبيه، ولد ببغداد عام 221هـ - 836م، وتوفي بها سنة 283 هـ - 896 م،من قصيدته الشهيرة في رثاء ابنه الأوسط محمد:
بكاؤكُما يَشْفِي وإنْ كان لا يُجدي
فجودا فقد أودى نظيرُكمَا عندي
يقول:
وَ إنِّـــي وَإنْ مُتَّعْتُ بِابْنِيَّ بَعْــدَهُ
لَذَاكِرُهُ مَا حَنَّتِ النِيَّــبُ فِـــي نَجْــدِ
وَأوْلاَدُنَا مِثْــــلُ الجَوَارِحِ، أيُّـــهَا
فَقَدْنَاهُ، كَــانَ الفَاجِعُ البَيِّنُ الفَقْدِ
لِكُلٍّ مَكَـــانٍ لاَ يَسِّــــدُ اخْتِلاَلَــهُ
مَكَــانُ أخِيْهِ فِـي جُــزُوْعٍ وَلاَ جَــلَدِ
هَلْ العِيْنِ بَعْدَ السَّمْعِ تَكْفِي مَكَانَهُ
أمْ السَّمْعَ بَعْدَ العَيْنِ يَهْدِي كَمَا تَهْدِي
لَعَمْرِي لَقَدْ حَالَتْ بِيَ الحَالُ بَعْدَهُ
فَيَا لَيْتَ شِعْرِي كَيْفَ حَالَتْ بِهِ بَعْدِي
ثَكَلْتُ سُـــرُوْرِيَ كُلَّـــهُ إذْ ثَكَلْتُهُ
وَ أصْبَحْتُ فِي لَذَّاتِ عَيْشِي أخَا زُهْدِ
أرَيْحَانَةُ العَيْنَيْنِ وَالأنْفِ وَ الحَشَا
ألاَ لَيْتَ شِعْرِي،هَلْ تَغَيَّرَتْ عَنْ عَهْدِي
أقُـــرَّةَ عَيْنِي،قَدْ أطَلْتُ بُكَاءُهَــا
غَادَرْتُهَا أقْـــذَى مِـــنَ الأعْيُنِ الرُّمْدِ
أقُرَّةَ عَيْنِي، لَوْ فَـــدَى الحَيُّ مَيِّتَاً
فَدَيْتُكَ بِالحَــــوْبَاءِ أوَّلَ مَـــــنْ يَفْدِي
كَأنِّـــي مَا اسْتَـــمْتَعْتُ مِنْكَ بِضَمَّةٍ
وَ لاَ شَـــمَّةُ فِي مَلْعَـــبٍ لَكَ أوْ مَهْدِ
مُحَمَّـــدٌ، مَا شَـيءُ تَوَهَّـــمَ سَــلْوَةً
لِقَلْبِي إلاَّ زَادَ قَلْبِـــي مِـــنَ الوَجْـــدِ
أرَى أخَوَيْكَ البَّاقِيَيْـــــنِ كِلَيْهِمَـــا
يَكُوْنَانِ لِلأحْـــزَانِ أوْرَى مِنَ الزَّنْــدِ
إذَا لَعِــــبَا فِــــي مَلْعَبٍ لَكَ لَذَّعَـــا
فُؤَادِي بِمِثْلِ النَّـارِ عَنْ غَيْرِ مَا قَصْدِ
ب - (حُكـمُ المَنِيَّة في البَرية جارِ): التهامي (أبو الحسن علي بن محمد بن فهد ) شاعر عاصر المعري، وربما في طفولته أدرك المتنبي، توفي 416هـ / 1025 م، يرثي ابنه الوحيد الحسن، وكنيته أبو الفضل، ومات صبياً، من قصيدته:
حُكـمُ المَنِيَّة في البَرية جارِ
مـا هــذه الدنـيا بدارِ قـرارِ
بينا يُرى الإنسان فيها مُخْبِراً
حتى يُرى خبراً من الأخبارِ
طُبعت على كدرٍ وأنت تريدها
صَفْـواً من الأقذاء والأكـدارِ
ومكلِّفُ الأيــام ضـد طباعها
مُتًطلِّب في الماء جذوة نـارِ
وإذا رجوت المستحيل فإنما
تبني الرجاء على شفير هارِ
فالعيش نومٌ والمنيـــة يقظـةٌ
والـمرء بينهـما خـيال سـارِ
جاورت أعدائي وجاور ربّــه
شتّـــان بين جواره وجــواري
إني وترتُ بصـارم ذي رونــــقٍ
أعــددتهُ لـطِــلابةِ الأوتـــارِ
زَرِدً فأحكـم كل موُصِلِ حَلْقَــــةٍ
بحُبَابَـةٍ فــي مـوضِع المسمارِ
لو كنت تمنعُ خاض دونك فتيـــةٌ
منا بحـور عـوامـــلٍ وشـــفارِ
فَدَحَوا فويق الأرضِ أرْضاً مِنْ دَمٍ
ثم انثنوا فبنوا ســماء غُبَارِ
3 - يا حبذا أمينة وكلبها!!
أمير الشعراء أحمد شوقي (1868 - 1932 م) القاهرة، مصري، فصلنا عنه وعن شعره في ست حلقات مطولة، أرجوزة في حق ابنته أمينة:
يا حَبَّذا أَمينَةٌ وَكَلبُــــها
تُحِبُّهُ جِدّاً كَمـــا يُحِبُّها
أَمينَتي تَحبو إِلى الحَولَينِ
وَكَلبُها يُناهِزُ الشَهرَينِ
لَكِنَّها بَيضاءُ مِثلُ العـاجِ
وَعَبدُها أَسوَدُ كَالدَياجي
يَلزَمُها نَهارَها وَتَلزَمُــه
وَمِثلَما يُكرِمُها لا تُكرِمُهُ
فَعِندَها مِن شِدَّةِ الإِشفاقِ
أَن تَأخُذَ الصَغيرَ بِالخِـناقِ
في كُلِّ ساعَةٍ لَهُ صِيــــاحُ
وَقَلَّما يَنعَمُ أَو يَرتــاحُ
وَهَذِهِ حادِثَةٌ لَها مَعَه
تُنبيكَ كَيفَ اِستَأثَرَت بِالمَنفَعَه
جاءَت بِهِ إِلَيَّ ذاتَ مَـرَّه
تَحمِلُهُ وَهـــيَ بِهِ كَالــبَرَّه
فَقُلتُ أَهلا بِالعَروسِ وَاِبنِها
ماذا يَكونُ يا تُرى مِن شَأنِها
قالَت غُلامي يا أَبي جَوعـانُ
وَما لَهُ كَما لَنا لِســـانُ
فَمُرهُموا يَأتوا بِخُبزٍ وَلَبَـن
وَيُحضِروا آنِيَةً ذاتَ ثَمَن
فَقُمتُ كَالعاـــــدَةِ بِالمَطلـــوبِ
وَجِئتُها أَنظُرُ مِن قَريبِ
فَعَجَنَت فــي اللَبَنِ اللُبابــــا
كَمـا تَرانا نُطــــعِمُ الكِلابـا
ثُمَّ أَرادَت أَن تَذوقَ قَبلَـهُ
فَاِستَطعَمَت بِنتُ الكِرامِ أَكلَهُ
هُناكَ أَلقَت بِالصَغيرِ لِلوَرا
وَاِندَفَعَت تَبكــي بُكاءً مُفتَرى
تَقولُ بابا أَنا دَحّا وَهوَ كُخّ
مَعناهُ بابا لِيَ وَحدي ما طُبِخ
فَقُل لِمَن يَجهَل خَطبَ الآنِيَه
قَد فُطِرَ الطِفلُ عَلى الأَنانِيَه
4 - يا قطعةً من كـبدي:
الشاعر الأخطل الصغير – بشارة عبد الله ألخوري – (1885 - 1968م، ولد وتوفي في بيروت، لبناني، يخاطب ابنته وداد حين تبلغ العشرين من عمرها، والبنت الباكر التي لم تتزوج يقال عنها (طفلة)، فيقول أخطلنا الصغير:
يا قطعةً من كــــبدي فداكِ يومي وغـدي
وداد يا أنشودتي البكر ويا شِــعري النّدي
يا قامة من قصب الســــكّر رخص العِـقَدِ
حلاوة مهــــما يزد يــــــوم عليـــها تـــزدِ
توقّدي في خــــاطري وصـفّقي وغــــرّدي
تستيقظ الأحـــــلام فـي نفسي وتسقيها يــدي
عشـرون قـل للشمس لا تبرح وللدّهر اجمــدِ
عشـــرون يا ريحانـــــةً فــي أُنـمــليْ مــبــدّدِ
عشـــــرون هلّــل يا ربيــــع للصّــبا وعـــــيِّدِ
وبشّر الزّهر بأختِ الزّهر واطــــرب وأُنشـــدِ
وانقل إلى الفرقدِ ما لــــم نمْــــدهُ عــن فرقــــدِ
يا قطعةً مـــــن كبــدي فداكِ يومي.... وغــدي
5 - قصيدة (أوَّلُ الدرب) الصافي النجفي عن طفولته، والرجل لم يتزوج.
قصيدة (أوَّلُ الدرب) لأحمد الصافي النجفي، ولد في النجف الأشرف سنة 1897م، توفي في بغداد 1977م.
أرى الطفلَ مُقتبساً رُوحَــهُ
لأبـدأَ أوَّلَ تـــلكَ الدُّروبِ
فيفرشُ دربيَ بالياســــمينِ
تفوحُ به عاطراتُ الطيوبِ
فأجهلُ كلَّ الذي خبَّأتْ
يدُ الغيبِ ليْ من خفايا الخطوبِ
بريءٌ، وأفعلُ ما أشــتهي
ملاك، وأجهلُ معنى الذنوبِ
إلى الآن ما سجَّل الكاتبانِ
عليَّ خطى مخطئٍ أو مُصيبِ
وأمَّا كبــــرتُ ولاحَ الحجى
يهيئُ لي مُزعجـــاتِ الكُروبِ
هربتُ من العقلِ فعلَ الجبانِ
فما منقذٌ ليَ غيـــرَ الهروبِ
وعاودتُ مُقتبساً روحَ طفـلٍ
وعــدتُ لأبدأَ أولى الدُّروبِ
6 - (وسيماً من الأطفال....)
من قصيدة للشّاعر بدوي الجبل، وهذا لقبه الأدبي، واسمه محمد ابن الشيخ سليمان الأحمد، عدة
روايات لتاريخ ولادته، 1898، 1900، 1904، 1905 م توفي 1981م،
ولد في قرية ديفة - محافظة اللاذقية، سوري، من قصيدة مطولة تحت عنوان (البلبل الغريب)، يقول عن الطفولة فيها:
وسيماً من الأطفال لولاه لم أخـفْ
على الشّيب أن أنأى و أن أتغربا
تودّ النّجوم الزّهر لو أنّها دمــــــىً
ليختــار منها المترفـات ويلـعبا
وعندي كنوز ٌ من حنان ورحمــةٍ
نعيمي أن يغـــــرى بهنّ وينهبا
يجــور وبعض الجــور حلوٌ محبّبٌ
ولم أرَ قــبل الطّفل ظلماً محبّبا
ويغضب أحياناً ويرضى وحسبنا
من الصّفو أن يرضى علينا ويغضبا
و إن ناله ســــقم تمنّيت أنّنــــي
فــداءً له كـنت السّـقيم المعذّبـا
ويوجز فيما يشــــتهي وكأنّـــــه
بإيجــــازه دلاً أعـــــاد و أسـهبا
يزفّ لنا الأعــياد عيداً إذا خطا
وعيـــداً إذا ناغى وعيداً إذا حـبا
كزغب القطــــا لو أنّه راح صادياً
سكبـــت له عيني وقلبي ليشربـا
وأوثر أن يروى ويشـــــبع ناعماً
وأظمأ فـــي النّعمى عليه وأسغبـا
ينام علــــى أشـــواق قلبي بمهــده
حريراً من الوشي اليماني مذهبـا
وأســــدل أجفاني غطــــاء يُظلّــــــه
ويا ليتها كانـــــت أحنّ وأحدبـا
وحمّلني أن أقبل الضّـــــيم صابراً
وأرغـــــب تحناناً عليـــه وأرهبـا
وتخفق فـــي قلبي قلوب عديــدة
لقــــد كــان شِعباً واحـــــداً فتشعّبا
ويا رب من أجل الطّفولــة وحدها
أفض بركــات الســلم شرقاً ومغربا
وصن ضحكة الأطفال يارب إنّهـا
إذا غرّدت في موحش الرّــل أعشبا
ويا رب حبّب كلّ طـــفل فلا يـرى
وإن لـج في الإعنات وجهاً مقطبا
وهيّء لـــه في كلّ قلبٍ صبابــــــةً
وفي كــــلّ لقيا مرحبـاً ثــمّ مرحبا
7 - قم يا بُنَيَّ اليوم عيد....قصيدة (ثوب العيد)
للشاعر أبو فراس النطافي، وهو محمد ذيب النطافي،
ولد في قرية نطاف التابعة لمدينة القدس عام 1941م، وتوفي في عمان الأردن 2014م، فلسطيني:
قم يا بُنَيَّ اليوم عيد
قم والبس الثوبَ الجديد
وامرحُ بهِ مثلَ الطيورِ اللاهية
فوقَ الروابي في الحقول الزاهيَة
رقصَت لك الدنيا وغرَّدت الطيور
والنـورُ أشـرقَ في دَمـي
وتدفقت في القلب أنهارُ السرور
والنفسُ هامت في بساتين الرضا
وتفتَّحت فيها الزهور
تلهو فأشعرُ بالهنا
وأسرّ مثلك بالوجود
تعدو فأعدو مسرعًا
والعزمُ عندي كالحديد
ما لعبةُ الأطفال إلا لعبتي
ما فرحةُ الأبناء إلا فرحتي
إني أعيش بك الطفولة يا بُنَي
بجمـالها وسـرورها
وبفرحة الطفل السعيد
أعدو مع الأطيار في الوادي النضير
وأعانقُ الأفراحَ والأملَ المنير
والحبّ يملأ خاطـري
ويعطّرُ الدنيا بأنفاس الورود
وكأنني قد عدتُ طفلاً من جديد
8 - (وَلَدِي مُهْجُةُ قَلْبِي).
قصيدتي التي نظمتها عام 1986 م في الجزائر عن
ولديَّ زيد وأسيل، قبل ولادة ابني عباس - كريم مرزة الأسدي، ولد في النجف الأشرف 1946م -:
" لَا تَلُمْنِي فِي هَوَاهْ
أنَا لَا أهْوَى سِوَاهْ "
وَلَـدِي مُهْجَةُ قَلْبِي
وَرْدُ عَبـِـقٍ وَجْنَتَاهْ
فَحَبِيْبِي نُوْرُ عَيْنِي
لَا أرَى حَتًــّـى أرَاهْ
فَيْضُ حُــبٍّ لِصَغِيْرِي
إنّـهُ رُوْحُ الْحَيَــاهْ
قــــد تســــــامى بإباءٍ
لــمْ يذقهُ من عداه
وبعينــيهِ بحـــــــارٌ
تترآى مـــــــن سناه
وهــو في غربتي إنسٌ
لـم تعدْ وا غربتاه
كلّ ُأهلِي اجْتمعوا فيــــ
ــهِ فما أحلى شذاهْ
فأنا صلّيتُ من أجْـــــ
ـلِ الفتى ألــفي صلاه
يرتمي طـوراً بحضني
تــارةً عـند (لمـاه)
ولحـــــــينٍ يمتطـــــيني
فلكــــــــلٍّ مقتضاه
وإذا ما ازداد في العمٍـ
ــرِ فلا أنســـــى صباه
قـد حباني اللهُ (زيـــداً)
و (أسـيلاً) مـا حبـاه
فهمـــا لــعبٌ وزهــــــوٌ
بســـمتا عمرِي منـــاه
لمى: زوج الشاعر، زيد وأسيل: ولداه، أما عباس ابنه الثالث
ولد بعد نظم القصيدة (ت 1989 م
9 - (أمي...)
قصيدة للأطفال للشاعر سليمان العيسى، أبوه الشيخ أحمد العيسى،
ولد في قرية التعيرية لواء الأسكندرونة سنة 1921 م، توفي 2013م، سوري
أمّـــــــي
مَلَكٌ يَرِفُّ عَلى سَريري
يَحنْوُ بأنْفَاسِ الْعَبِيرِ
سِرُّ الإِلَهِ بِمُقْلَتَيْهِ
وَنَعِيمُهُ في راحَتَيْهِ
أغْلى مِنَ الدُّنْيَا عَليَّا
وأحَبُّ مَخْلُوقٍ إِلَيَّا
أفْدِي الْمَلاكَ السَّاهِرا
قَلْباً عَلَيَّ ونَاَظِرَا
لو كُنْتُ يوماً شَاعِرا
أبْدَعْتُ أجْمَلَ ما تُغَنِّي
عُصْفُورَةً في مِثْلِ سِنِّي
وَسَقَيْتُ ضوَءَ الْفَجْرِ لحني
وحمَلْتُ أُغْنِيَتي لأمي
أحْلى أنَاشيدِ الْهَوى قُبُلاتُ أمِّي
علي أحمد سعيد إسبر المعروف باسمه المستعار أدونيس شاعر سوري ولد عام 1930 في قرية قصابين
التابعة لمدينة جبلة في سوريا. تبنّى اسم أدونيس (تيمناً بأسطورة أدونيس الفينيقية) الذي خرج به على تقاليد التسمية العربية منذ العام 1948.
10 - (أغنية إلى الطفولة)...
أدونيس، هو علي أحمد سعيد إسبر، ولد عام 1930م في قرية قصابين التابعة لمدينة جبلة، سوري:
في السرير القَلقِ الدافئِ حُبٌّ
يستفيقُ،
هو للناس تراتيلُ، وللشمس طريقُ.
للطّفوله،
تشرق الشمس خجوله ؛
في خُطاها يَصغر الكون الكبيرُ
ويضيق الأبدُ،
فلها الأرض غطاءٌ سَرمدُ،
ولها الدنيا سريرُ.
أنا بالأمس، ليَ الآهاتُ بَيْتُ
وليَ الفقر سراجٌ والدّمُ النّازف زيتُ.
كنتُ كالظلّ، كما دار به الفقر يدورُ
قدَمي ليلٌ وأجفانيَ نورُ.
يا طفوله،
يا ربيعَ الزمن الشّيخ وآذار الحياةِ،
وهَوَى ماضٍ وآتِ،
في غدٍ، أنتِ صراعٌ لا يُحَدّ،
وطموحٌ لا يُردُّ
وغداً أنت ميادين بطوله
تُنشى الكون وتُبدي وتُعيد،
فيغنّيك الكفاحُ
وتغّنيك الجراحُ،
ويغّنيك الدّم البِكْر الجديدُ
يا طفوله
يا هَوى ماضٍ وآتِ
يا ربيعَ الزّمَنِ الشيخِ وآذار الحياة.
أهم الشعراء العرب والفلسطينيين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن،
ويعتبر محمود درويش أحد أبرز من ساهم فى تطوير الشعر العربى الحديث وإدخال الرمزية فيه،
وفى شعره يمتزج الحب بالوطن بالحبيبة الأنثى.
ستمطرُ هذا النهار رصاصاً..
ستمطرُ هذا النهار!
وفى شهر آذار، فى سنة الانتفاضة، قالت لنا الأرض أسرارها الدّمويّة: خمسُ بناتٍ على باب مدرسةٍ ابتدائية يقتحمن جنود المظلاّت..
يسطعُ بيتٌ من الشعر أخضر... أخضر. خمسُ بناتٍ على باب مدرسة ابتدائيّة ينكسرن مرايا مرايا
البناتُ مرايا البلاد على القلب..
فى شهر آذار أحرقت الأرض أزهارها.
انا
هكذا كان "محمود درويش" وهكذا كانت قصائده ممتلئة بالوجع ومعبرة عن المعاناة واليوم فى ذكرى رحيله السابعة تظل قصائده خالدة ترثى الأطفال وكأنه لم يمت ، فمازال الأطفال يتساقطون كل يوم ومازالت المدافع تطلق قذائفها ونيرانها لتحرق كل ما يقابلها ، ومازلنا نقرأ قصائد درويش وكأنه كتبها اليوم معبرا عن الآلام ووجع الشعب الفلسطينى ويوما بعد يوم ننعى الأطفال، وكان آخر من بكيناهم الطفل "على دوابشة" الذى أحرقته نار الإسرائيليين منذ أيام ، كان آخرهم ولكنه ليس الأخير !.
ولم يكتب درويش عن الأطفال قصيدة واحدة فقط بل كانت كتابته عنهم جزءا من القضية الفلسطينية كلها، وتأتى قصيدة درويش "القتيل رقم 48" لتعبر عما يعانيه أطفال فلسطين و تعبر عن شاعر وكاتب فلسطينى عظيم عاش حياته ليدافع عن قضية وطنه الأسير وتقول القصيدة
وجدوا فى صدره قنديل ورد.. و قمر
وهو ملقى، ميتا، فوق حجّر
وجدوا فى جيبه بعض قروش
وجدوا علبة كبريت،و تصريح سفرّ..
و على ساعده الغض نقوش.
قبلته أمّه..
و بكت عاما عليه
بعد عام، نبت العوسج ىفى عينيه
و اشتدّ الظلام
عندما شبّ أخوه
و مضى يبحث عن شغل بأسواق المدينة
حبسوه..
لم يكن تصريح سفر
إنه يحمل فى الشارع صندوق عفونه
و صناديق أخر
آه: أطفال بلادى
هكذا مات القمر!
ولم تقتصر قصائد درويش على الأطفال فقط ولكن القضية الفلسطينية ككل حيث يعد أحد أهم الشعراء الفلسطينيين
والعرب الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن، فالدماء تسيل كل يوم بلا توقف وعبر درويش عن ذلك فى قصيدته " البنتُ / الصرخة" فيقول
على شاطئ البحر بنت، وللبنت أهل وللأهل بيت.
وللبيت نافذتان وباب....
وفى البحر بارجة تتسلى
بصيد المشاة على شاطئ البحر:
أربعة، خمسة، سبعة
يسقطون على الرمل، والبنت تنجو قليلا
لأن يدا من ضباب
يدا ما إلهية أسعفتها، فنادت: أبي
يا أبي! قم لنرجع، فالبحر ليس لأمثالنا!
لم يجبها أبوها المسجى على ظله
فى مهب الغياب
دم فى النخيل، دم فى السحاب
يطير بها الصوت أعلى وأبعد من
شاطئ البحر. تصرخ فى ليل برية،
لا صدى للصدى.
فتصير هى الصرخة الأبدية فى خبر
عاجل، لم يعد خبرا عاجلا
عندما
عادت الطائرات لتقصف بيتا بنافذتين وباب!
الشعر عند محمود درويش كان أكثر من كونه لغة جميلة وصورة معبرة فهو وسيلة ليعبر عما يعيشه شعب كل يوم من خوف
ودمار فيقول فى قصيدته "حالة حصار" ِ المُشاة على شاطئ البحر:
خسائرُنا: من شهيدين حتى ثمانيةٍ كُلَّ يومٍ
وعَشْرَةُ جرحي.
وعشرون بيتاً.
وخمسون زيتونةً...
بالإضافة للخَلَل البُنْيوى الذي
سيصيب القصيدةَ والمسرحيَّةَ واللوحة الناقصة
وبعد رحلة إبداع و كفاح استمرت 67 عاما توفى محمود درويش فى التاسع من أغسطس لعام 2008 بعد إجرائه لعملية القلب المفتوح فى مركز تكساس الطبى بالولايات المتحدة الأمريكية التى دخل بعدها فى غيبوبة أدت إلى وفاته بعد أن قرر الأطباء نزع أجهزة الإنعاش بناءً على توصيته، وتم نقل جثمانه إلى رام الله وظل هناك حتى الان .
القصيدة الأخيرة
"من يكتب حكايته يرث أرض الكلام ويملك المعنى تماما"، هكذا تنبأ الشاعر الفلسطينى الكبير محمود درويش، الذى يوافق اليوم الذكرى السابعة لرحيله، فى قصيدته "قال المسافر للمسافر: لن أعود كما"، بأنه سيبقى حيا ما حيت كلماته يقرأها الجميع بعد رحيله، فيوهبون له حياة تلو الأخرى.
"من أنا لأخيب ظن العدم"، هكذا تساءل درويش الشعر فى قصيدته الأخيرة، "لاعب النرد" التى حملت لمريديه خلاصة تجربة اتسعت فيها رؤاه وعباراته، على عكس ما قال الصوفى النفرى "كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة".
"لاعب النرد" كانت قصيدته الأخيرة وربما الأولى، فهى القصيدة "السيرة" التى بث فيها محمود دوريش من روحه فاستحالت نصا "مبرئا من كل عيب"، بدأه بإعلان سلامته مما قد يصيب شاعرا مثله من تكبر على قرائه، فخاطبهم متسائلا:"من أنا لأقول لكم ما أقول لكم؟" ليفاجئهم مرة أخرى ببيت يقول "أنا مثلكم أو أقل قليلا" تدهشك العبارة فتظن إنه تجرد لتوه من كل ما أثقل قلبه وذاكرته، ليعد إلى يوم مر إلى الحياة للمرة الأولى "مثلنا أو أقل قليلا" وربما هكذا أراد أن يرحل عنها أيضا.
"لاعب النرد" هى القصيدة التى اتحد فيها محمود درويش مع ذاته وتجرد منها فى آن واحد، يخبرك فيها بمن كان وكيف أصبح، ثم يعترف بأن كل ما كانه "مصادفة" وكل حال أصبح عليه كان "مصادفة" كذلك، و"مصادفة" عشقناه كيفما كان وكيفما أصبح، وإن لم يكن له دورا بما "كان أو سيكون".
وحين يأخذ محمود دوريش بيديك بين حروف قصيدته إلى بيته القائل "لا دور لى فى حياتى إلا إننى عندما علمتنى تراتيلها، قلت هل من مزيد وأوقدت قنديلها ثم حاولت تعديلها؟"، فتجيبه "لا دور لى فى قراءاتى إلا إننى عندما علمتنى شعرك قلت لك:هل من مزيد؟ فوجدته فيه كل نص وتعديله، كل صورة وانعكاسها، كل حرف ورسمه وكل كلمة وصدى امتدادها.
تسكنك القصيدة فتصير جزءا منها، ولا يفصلك عن اتحادك بها سوى بيته "كان يمكن ألا يحالفنى الوحى" فتضحك ساخرا وكيف لا يحالفك الوحى وأنت الوحى الذى لا ينقطع، وبينما يقول هو "إن القصيدة رمية نرد على رقعة من ظلام تشع وقد لا تشع فيهوى الكلام"، تجيبه بملء قلبك "تشع" ولا وجود "لقد"، كف عنى أذاك.
يتمكن منك شعور لا يوصف بـ"الامتلاء" بذلك القائل "لا دور لى فى القصيدة غير امتثالى لإيقاعها"، فتمثل أمام حروفه خاضعا، حامدا شاكرا كل "امتثال" له، وعندما يقدم لك "تعويذته" السحرية فى قوله "هكذا تولد الكلمات أدرب قلبى على الحب كى يسع الورد والشوك"، تؤمن على كلماته قائلا: "وها أنا ذا أدرب عينى أولا"، فينقلك من خضوعك أمامه كمريد يتلقى أولى حروف أبجديته من درويشه إلى اعتراف بأنك "قد بلغت الكبر" وقد وسدتك حروفه منذ بدء القصيدة، فيكمل جميله عليك ويقول "ولست أنا من أنا الآن إلا إذا التقت الاثنتان أنا وأنا الأنثوية"، فأبلغ كمالى وأقول بكل ما أوتيت من قوة على احتمال بلاغته "وأنا الأنثوية".
ومحمود درويش هو شاعرٌ فلسطينى وعضو المجلس الوطنى التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، وله دواوين شعرية مليئة بالمضامين الحداثية. ولد عام 1941 فى قرية البروة وهى قرية فلسطينية تقع فى الجليل قرب ساحل عكا، حيث كانت أسرته تملك أرضًا هناك، خرجت الأسرة برفقة اللاجئين الفلسطينيين فى العام 1948 إلى لبنان، ثم عادت متسللة عام 1949 بعد توقيع اتفاقيات الهدنة، لتجد القرية مهدمة وقد أقيم على أراضيها موشاف (قرية زراعية إسرائيلية)"أحيهود"، وكيبوتس يسعور فعاش مع عائلته فى قرية الجديدة.
بعد إنهائه تعليمه الثانوى فى مدرسة ينى الثانوية فى كفرياسيف انتسب إلى الحزب الشيوعى الإسرائيلى وعمل فى صحافة الحزب مثل الإتحاد والجديد التى أصبح فى ما بعد مشرفًا على تحريرها، كما اشترك فى تحرير جريدة الفجر التى كان يصدرها مبام.
اُعتُقِل محمود درويش من قبل السلطات الإسرائيلية مرارًا بدأ من العام 1961 بتهم تتعلق بتصريحاته ونشاطه السياسى وذلك حتى عام 1972 حيث توجه إلى للاتحاد السوفييتى للدراسة، وانتقل بعدها لاجئًا إلى القاهرة فى ذات العام حيث التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم لبنان حيث عمل فى مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، علمًا إنه استقال من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إحتجاجًا على اتفاقية أوسلو. كما أسس مجلة الكرمل الثقافية.
وتوفى محمود درويش فى 9أغسطس 2008، وقد شارك فى جنازته آلاف من أبناء الشعب الفلسطينى وقد حضر أيضا أهله من أراضى 48 وشخصيات أخرى على رأسهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. تم نقل جثمان الشاعر محمود درويش إلى رام الله.
كنت متحيير وذا سر "الحياة"
وللأسف هالحين ما عدت متحيير
كنت أطيير من ورق سرب وقطاه
وللأسف ما صرت مثل أول أطيير
كنت طفل صغيير أحلامه فضاه
كبرت أحلامه عليه وهو صغيير
كان عندي لكل عصفورٍ حصاه
كنت أسمع، كنت أفكر، كنت أغيير
الوجود يضيق من كل اتجاه
الأمل شكاك والصبر متطيير
تلفت جروحي علي الانتباه
جرحٍ يودع وجرحين يسيير
ليت لي من ضيقتي قفر ومتاه
وقلب مستهتر وعزم وعقل نيير
وليت لي من ضيقتي ضحكة شفاه
ضحكةٍ تبطي بـ هالعمر القصيير
الشاعر : ياسر التويجري
***
وسيماً من الأطفال لولاه لم أخف
على الشيب أن أنأى و أن أتغربا
تود النجوم الزهر لو أنها دمى
ليختار منها المترفات ويلعبا
وعندي كنوز ٌ من حنان ورحمة
نعيمي أن يغرى بهنّ وينهبا
يجور وبعض الجور حلو محبب
ولم أرى قبل الطفل ظلماً محببا
ويغضب أحيانا ويرضى وحسبنا
من الصفو أن يرضى علينا ويغضبا
و إن ناله سقم تمنيت أنني
فداءً له كنت السقيم المعذبا
ويوجز فيما يشتهي و كأنه
بإيجازه دلاً أعاد و أسهبا
يزف لنا الأعياد عيداً إذا خطا
وعيداً إذا ناغى وعيداً إذا حبا
كزغب القطا لو أنه راح صادياً
سكبت له عيني وقلبي ليشربا
وأوثر أن يروى ويشبع ناعماً
و أظمأ في النعمى عليه وأسغبا
ينام على أشواق قلبي بمهده
حريراً من الوشي اليماني مذهبا
وأسدل أجفاني غطاء يُظله
و يا ليتها كانت أحنّ و أحدبا
وحملني أن أقبل الضيم صابراً
وأرغب تحناناً عليه و أرهبا
وتخفق في قلبي قلوب عديدة
لقد كان شِعبا واحداً فتشعبا
ويارب من أجل الطفولة وحدها
أفض بركات السلم شرقاً ومغربا
وصن ضحكة الأطفال يارب إنها
إذا غردت في موحش الرمل أعشبا
ويارب حبب كل طفل فلا يرى
وإن لج في الإعنات وجهاً مقطبا
وهيىء له في كل قلب صبابةً
وفي كل لقيا مرحباً ثم مرحبا
***
وسيماً من الأطفال لولاه لم أخف
على الشيب أن أنأى و أن أتغربا
تود النجوم الزهر لو أنها دمى
ليختار منها المترفات ويلعبا
وعندي كنوز ٌ من حنان ورحمة
نعيمي أن يغرى بهنّ وينهبا
يجور وبعض الجور حلو محبب
ولم أرى قبل الطفل ظلماً محببا
ويغضب أحيانا ويرضى وحسبنا
من الصفو أن يرضى علينا ويغضبا
و إن ناله سقم تمنيت أنني
فداءً له كنت السقيم المعذبا
ويوجز فيما يشتهي و كأنه
بإيجازه دلاً أعاد و أسهبا
يزف لنا الأعياد عيداً إذا خطا
وعيداً إذا ناغى وعيداً إذا حبا
كزغب القطا لو أنه راح صادياً
سكبت له عيني وقلبي ليشربا
وأوثر أن يروى ويشبع ناعماً
و أظمأ في النعمى عليه وأسغبا
ينام على أشواق قلبي بمهده
حريراً من الوشي اليماني مذهبا
وأسدل أجفاني غطاء يُظله
و يا ليتها كانت أحنّ و أحدبا
وحملني أن أقبل الضيم صابراً
وأرغب تحناناً عليه و أرهبا
وتخفق في قلبي قلوب عديدة
لقد كان شِعبا واحداً فتشعبا
ويارب من أجل الطفولة وحدها
أفض بركات السلم شرقاً ومغربا
وصن ضحكة الأطفال يارب إنها
إذا غردت في موحش الرمل أعشبا
ويارب حبب كل طفل فلا يرى
وإن لج في الإعنات وجهاً مقطبا
وهيىء له في كل قلب صبابةً
وفي كل لقيا مرحباً ثم مرحبا
شعر أبو القاسم الشابّي
يا قطعةً من كبدي فداكِ يومي وغدي
وداد يا أنشودتي البكر ويا شِــعري النّدي
يا قامة من قصب الســــكّر رخص العِقَدِ
حلاوة مهــــما يزد يــــــوم عليـــها تزدِ
توقّدي في خــــاطري وصفّقي وغرّدي
تستيقظ الأحلام في نفسي وتسقيها يدي
عشـــــرون قل للشمس لا تبرح وللدّهر اجمدِ
عشـــرون يا ريحانةً في أُنـمليْ مــبدّدِ
عشـــــرون هلّل يا ربيع للصّبا وعـــــيِّدِ
وبشّر الزّهر بأختِ الزّهر واطــــرب وأُنشدِ
وانقل إلى الفرقدِ ما لم نمْدهُ عن فرقــــدِ
يا قطعةً من كبدي فداكِ يومي .... وغدي
شوقي بغدادي
هنا في فراغ القلب طاروا وحوّموا
فراشــاتِ حقـلٍ في عيوني تُـدَوّمُ
أراهم مدى عمري فكـلّ قصيدةٍ
أغنّي قوافيَـها التي تُشتهــى هـمُ
أحبّهم في العيد فرحـةَ بيتنــا
مع الفجر قاموا، وارتدوا ثمّ سلّـموا
أحبّهم عند الشتـاء إذا غــدوا
فضجّ بهـم صـفٌّ ونـاء معلّـــم
فإن رجعـوا فالبيت منهم قصائدٌ
تُعـادُ، وأرقــامٌ مئــاتٌ تُنظّـم
وأعينهـم إذا علقت في حكايـةٍ
توقّدُ من وهْــج الحديــث وتحكم
وخمشاتهـم في وجنــة الأمّ لذّةٌ
تسيل من الظّفـر الحـــبيب وتنعم
لأمثالهم نبني ونرفـــع عالمـاً
على الأرض يحيا الطّفـل فيـه ويسلم
شعر عائض القرني
سلامٌ على عهد الطّفولة إنّه
أشد سرور القلب طفلٌ إذا حبا
ويا بسمةَ الأطفال أي قصيدة
توفِّي جلال الطّهر ورداً ومشربا
فيا ربّ بارك بسمة الطّفل كي نرى
على وجهه الرّيان أهلاً ومرحباً
ويا رب كفكف دمعه برعايةٍ
ولطفك بالجسم الصّغير إذا كبا
وحبّبه للأجيال تحضن طهرَه
وتقبس منه الطّهر عطراً مطيبا
ويا رب في بيتي عصافير دوحة
فقلبي من خوف الفراق تشعّبا
أخاف على عشّ الطّفولة جائراً
يرون به فظّاً ووجهاً مقطّبا
وكنت أداري عنهم الضّيم جاهداً
وأستقبل الأحداث ناباً ومخلبا
تجرّعت غيظاً دونهم وأمضني
زمان فألقيت المقادة مجنّبا
ولولاهم ما سامني الدّهر خطّةً
وشابهت في دفع الظّلامة مصعبا
وأستمهل الموت الّلحوح مخافةً
على صبيتي أن يرعوا الرّوض مجدبا
وكم ليلة أضنى أنين بكائهم
فؤادي أراعي الّليل نجماً وكوكبا
ولي من تواقيع الغرام شواهد
غدت قبلاً لو لاقت الجدب أعشبا
شعر عن الطّفولة
للـه ما أحلى الطّفولة إنّها حلم الحيـاة
عهد كمعسـول الرؤى مـا بين أجنحة السّبات
ترنو إلى الدّنيا وما فيها بعين باسمةٍ
وتسير في عدوات واديها بعين حالمة
الشّاعر بدوي الجبل
وسيماً من الأطفال لولاه لم أخف
على الشّيب أن أنأى و أن أتغربا
تودّ النّجوم الزّهر لو أنّها دمىً
ليختار منها المترفات ويلعبا
وعندي كنوز ٌ من حنان ورحمةٍ
نعيمي أن يغرى بهنّ وينهبا
يجور وبعض الجور حلوٌ محبّب
ولم أرَ قبل الطّفل ظلماً محبّبا
ويغضب أحياناً ويرضى وحسبنا
من الصّفو أن يرضى علينا ويغضبا
و إن ناله سقم تمنّيت أنّني
فداءً له كنت السّقيم المعذّبا
ويوجز فيما يشتهي وكأنّه
بإيجازه دلاً أعاد و أسهبا
يزفّ لنا الأعياد عيداً إذا خطا
وعيداً إذا ناغى وعيداً إذا حبا
كزغب القطا لو أنّه راح صادياً
سكبت له عيني وقلبي ليشربا
وأوثر أن يروى ويشبع ناعماً
وأظمأ في النّعمى عليه وأسغبا
ينام على أشواق قلبي بمهده
حريراً من الوشي اليماني مذهبا
وأسدل أجفاني غطاء يُظلّه
ويا ليتها كانت أحنّ وأحدبا
وحمّلني أن أقبل الضّيم صابراً
وأرغب تحناناً عليه وأرهبا
وتخفق في قلبي قلوب عديدة
لقد كان شِعباً واحداً فتشعّبا
ويا رب من أجل الطّفولة وحدها
أفض بركات السلم شرقاً ومغربا
وصن ضحكة الأطفال يارب إنّها
إذا غرّدت في موحش الرّمل أعشبا
ويا رب حبّب كلّ طفل فلا يرى
وإن لج في الإعنات وجهاً مقطبا
وهيّء له في كلّ قلبٍ صبابةً
وفي كلّ لقيا مرحباً ثمّمرحبا
حطان بن المعلّى، ابن الرومي، أبو الحسن التهامي، أحمد شوفي،، الأخطل الصغير، الصافي النجفي، بدوي الجبل،
أبو فراس النطافي، كريم مرزة الأسدي، سليمان عيسى، أدونيس.
1 - وإنّما أولادُنا بيننا أكبادُنـا تمشي على الأرضِ.
الشاعر: حِطّان بن المُعَلَّى:
شاعر عاش في صدر الإسلام، فصلنا عنه وعن قصيدته في كتابنا (شعراء الواحدة وبواحدة):
أنزلني الدهـرُ على حُكْمِـه
مـن شامخٍ عـالٍ إلى خـَفْضِ
وغالني الدهرُ بوَفْرِ الغِنى
فليس لي مالٌ سوى عِرْضي
أبكانيَ الدهــرُ، ويا رُبَّمـا
أضحكني الدهرُ بما يُرْضـي
وفيها يقول هذه الأبيات الرائعة في الطفولة والأطفال:
لولا بُنيّـاتٌ كزُغْـــبِ القَطــا
رُدِدْنَ مـن بعـضٍ إلـى بـعــضِ
لكان لـي مُضْطَـرَبٌ واسعٌ
في الأرض ذاتِ الطول والعَرْضِ
وإنّـمـــا أولادُنـــا بيننـــا
أكـــبادُنـا تمشـــي علـــى الأرضِ
لو هَبّــتِ الريحُ على بعضهـم
لامتنـعتْ عيـني من الغَمْـضِ
2 - أروع قصيدتي رثاء للأبناء في العصر العباسي:
ا - ابن الرومي: (بكاؤكُما يَشْفِي وإنْ كان لا يُجدي).
أبو الحسن علي بن العباس بن جريج وكنيته ابن الرومي نسبة لأبيه، ولد ببغداد عام 221هـ - 836م، وتوفي بها سنة 283 هـ - 896 م،من قصيدته الشهيرة في رثاء ابنه الأوسط محمد:
بكاؤكُما يَشْفِي وإنْ كان لا يُجدي
فجودا فقد أودى نظيرُكمَا عندي
يقول:
وَ إنِّـــي وَإنْ مُتَّعْتُ بِابْنِيَّ بَعْــدَهُ
لَذَاكِرُهُ مَا حَنَّتِ النِيَّــبُ فِـــي نَجْــدِ
وَأوْلاَدُنَا مِثْــــلُ الجَوَارِحِ، أيُّـــهَا
فَقَدْنَاهُ، كَــانَ الفَاجِعُ البَيِّنُ الفَقْدِ
لِكُلٍّ مَكَـــانٍ لاَ يَسِّــــدُ اخْتِلاَلَــهُ
مَكَــانُ أخِيْهِ فِـي جُــزُوْعٍ وَلاَ جَــلَدِ
هَلْ العِيْنِ بَعْدَ السَّمْعِ تَكْفِي مَكَانَهُ
أمْ السَّمْعَ بَعْدَ العَيْنِ يَهْدِي كَمَا تَهْدِي
لَعَمْرِي لَقَدْ حَالَتْ بِيَ الحَالُ بَعْدَهُ
فَيَا لَيْتَ شِعْرِي كَيْفَ حَالَتْ بِهِ بَعْدِي
ثَكَلْتُ سُـــرُوْرِيَ كُلَّـــهُ إذْ ثَكَلْتُهُ
وَ أصْبَحْتُ فِي لَذَّاتِ عَيْشِي أخَا زُهْدِ
أرَيْحَانَةُ العَيْنَيْنِ وَالأنْفِ وَ الحَشَا
ألاَ لَيْتَ شِعْرِي،هَلْ تَغَيَّرَتْ عَنْ عَهْدِي
أقُـــرَّةَ عَيْنِي،قَدْ أطَلْتُ بُكَاءُهَــا
غَادَرْتُهَا أقْـــذَى مِـــنَ الأعْيُنِ الرُّمْدِ
أقُرَّةَ عَيْنِي، لَوْ فَـــدَى الحَيُّ مَيِّتَاً
فَدَيْتُكَ بِالحَــــوْبَاءِ أوَّلَ مَـــــنْ يَفْدِي
كَأنِّـــي مَا اسْتَـــمْتَعْتُ مِنْكَ بِضَمَّةٍ
وَ لاَ شَـــمَّةُ فِي مَلْعَـــبٍ لَكَ أوْ مَهْدِ
مُحَمَّـــدٌ، مَا شَـيءُ تَوَهَّـــمَ سَــلْوَةً
لِقَلْبِي إلاَّ زَادَ قَلْبِـــي مِـــنَ الوَجْـــدِ
أرَى أخَوَيْكَ البَّاقِيَيْـــــنِ كِلَيْهِمَـــا
يَكُوْنَانِ لِلأحْـــزَانِ أوْرَى مِنَ الزَّنْــدِ
إذَا لَعِــــبَا فِــــي مَلْعَبٍ لَكَ لَذَّعَـــا
فُؤَادِي بِمِثْلِ النَّـارِ عَنْ غَيْرِ مَا قَصْدِ
ب - (حُكـمُ المَنِيَّة في البَرية جارِ): التهامي (أبو الحسن علي بن محمد بن فهد ) شاعر عاصر المعري، وربما في طفولته أدرك المتنبي، توفي 416هـ / 1025 م، يرثي ابنه الوحيد الحسن، وكنيته أبو الفضل، ومات صبياً، من قصيدته:
حُكـمُ المَنِيَّة في البَرية جارِ
مـا هــذه الدنـيا بدارِ قـرارِ
بينا يُرى الإنسان فيها مُخْبِراً
حتى يُرى خبراً من الأخبارِ
طُبعت على كدرٍ وأنت تريدها
صَفْـواً من الأقذاء والأكـدارِ
ومكلِّفُ الأيــام ضـد طباعها
مُتًطلِّب في الماء جذوة نـارِ
وإذا رجوت المستحيل فإنما
تبني الرجاء على شفير هارِ
فالعيش نومٌ والمنيـــة يقظـةٌ
والـمرء بينهـما خـيال سـارِ
جاورت أعدائي وجاور ربّــه
شتّـــان بين جواره وجــواري
إني وترتُ بصـارم ذي رونــــقٍ
أعــددتهُ لـطِــلابةِ الأوتـــارِ
زَرِدً فأحكـم كل موُصِلِ حَلْقَــــةٍ
بحُبَابَـةٍ فــي مـوضِع المسمارِ
لو كنت تمنعُ خاض دونك فتيـــةٌ
منا بحـور عـوامـــلٍ وشـــفارِ
فَدَحَوا فويق الأرضِ أرْضاً مِنْ دَمٍ
ثم انثنوا فبنوا ســماء غُبَارِ
3 - يا حبذا أمينة وكلبها!!
أمير الشعراء أحمد شوقي (1868 - 1932 م) القاهرة، مصري، فصلنا عنه وعن شعره في ست حلقات مطولة، أرجوزة في حق ابنته أمينة:
يا حَبَّذا أَمينَةٌ وَكَلبُــــها
تُحِبُّهُ جِدّاً كَمـــا يُحِبُّها
أَمينَتي تَحبو إِلى الحَولَينِ
وَكَلبُها يُناهِزُ الشَهرَينِ
لَكِنَّها بَيضاءُ مِثلُ العـاجِ
وَعَبدُها أَسوَدُ كَالدَياجي
يَلزَمُها نَهارَها وَتَلزَمُــه
وَمِثلَما يُكرِمُها لا تُكرِمُهُ
فَعِندَها مِن شِدَّةِ الإِشفاقِ
أَن تَأخُذَ الصَغيرَ بِالخِـناقِ
في كُلِّ ساعَةٍ لَهُ صِيــــاحُ
وَقَلَّما يَنعَمُ أَو يَرتــاحُ
وَهَذِهِ حادِثَةٌ لَها مَعَه
تُنبيكَ كَيفَ اِستَأثَرَت بِالمَنفَعَه
جاءَت بِهِ إِلَيَّ ذاتَ مَـرَّه
تَحمِلُهُ وَهـــيَ بِهِ كَالــبَرَّه
فَقُلتُ أَهلا بِالعَروسِ وَاِبنِها
ماذا يَكونُ يا تُرى مِن شَأنِها
قالَت غُلامي يا أَبي جَوعـانُ
وَما لَهُ كَما لَنا لِســـانُ
فَمُرهُموا يَأتوا بِخُبزٍ وَلَبَـن
وَيُحضِروا آنِيَةً ذاتَ ثَمَن
فَقُمتُ كَالعاـــــدَةِ بِالمَطلـــوبِ
وَجِئتُها أَنظُرُ مِن قَريبِ
فَعَجَنَت فــي اللَبَنِ اللُبابــــا
كَمـا تَرانا نُطــــعِمُ الكِلابـا
ثُمَّ أَرادَت أَن تَذوقَ قَبلَـهُ
فَاِستَطعَمَت بِنتُ الكِرامِ أَكلَهُ
هُناكَ أَلقَت بِالصَغيرِ لِلوَرا
وَاِندَفَعَت تَبكــي بُكاءً مُفتَرى
تَقولُ بابا أَنا دَحّا وَهوَ كُخّ
مَعناهُ بابا لِيَ وَحدي ما طُبِخ
فَقُل لِمَن يَجهَل خَطبَ الآنِيَه
قَد فُطِرَ الطِفلُ عَلى الأَنانِيَه
4 - يا قطعةً من كـبدي:
الشاعر الأخطل الصغير – بشارة عبد الله ألخوري – (1885 - 1968م، ولد وتوفي في بيروت، لبناني، يخاطب ابنته وداد حين تبلغ العشرين من عمرها، والبنت الباكر التي لم تتزوج يقال عنها (طفلة)، فيقول أخطلنا الصغير:
يا قطعةً من كــــبدي فداكِ يومي وغـدي
وداد يا أنشودتي البكر ويا شِــعري النّدي
يا قامة من قصب الســــكّر رخص العِـقَدِ
حلاوة مهــــما يزد يــــــوم عليـــها تـــزدِ
توقّدي في خــــاطري وصـفّقي وغــــرّدي
تستيقظ الأحـــــلام فـي نفسي وتسقيها يــدي
عشـرون قـل للشمس لا تبرح وللدّهر اجمــدِ
عشـــرون يا ريحانـــــةً فــي أُنـمــليْ مــبــدّدِ
عشـــــرون هلّــل يا ربيــــع للصّــبا وعـــــيِّدِ
وبشّر الزّهر بأختِ الزّهر واطــــرب وأُنشـــدِ
وانقل إلى الفرقدِ ما لــــم نمْــــدهُ عــن فرقــــدِ
يا قطعةً مـــــن كبــدي فداكِ يومي.... وغــدي
5 - قصيدة (أوَّلُ الدرب) الصافي النجفي عن طفولته، والرجل لم يتزوج.
قصيدة (أوَّلُ الدرب) لأحمد الصافي النجفي، ولد في النجف الأشرف سنة 1897م، توفي في بغداد 1977م.
أرى الطفلَ مُقتبساً رُوحَــهُ
لأبـدأَ أوَّلَ تـــلكَ الدُّروبِ
فيفرشُ دربيَ بالياســــمينِ
تفوحُ به عاطراتُ الطيوبِ
فأجهلُ كلَّ الذي خبَّأتْ
يدُ الغيبِ ليْ من خفايا الخطوبِ
بريءٌ، وأفعلُ ما أشــتهي
ملاك، وأجهلُ معنى الذنوبِ
إلى الآن ما سجَّل الكاتبانِ
عليَّ خطى مخطئٍ أو مُصيبِ
وأمَّا كبــــرتُ ولاحَ الحجى
يهيئُ لي مُزعجـــاتِ الكُروبِ
هربتُ من العقلِ فعلَ الجبانِ
فما منقذٌ ليَ غيـــرَ الهروبِ
وعاودتُ مُقتبساً روحَ طفـلٍ
وعــدتُ لأبدأَ أولى الدُّروبِ
6 - (وسيماً من الأطفال....)
من قصيدة للشّاعر بدوي الجبل، وهذا لقبه الأدبي، واسمه محمد ابن الشيخ سليمان الأحمد، عدة
روايات لتاريخ ولادته، 1898، 1900، 1904، 1905 م توفي 1981م،
ولد في قرية ديفة - محافظة اللاذقية، سوري، من قصيدة مطولة تحت عنوان (البلبل الغريب)، يقول عن الطفولة فيها:
وسيماً من الأطفال لولاه لم أخـفْ
على الشّيب أن أنأى و أن أتغربا
تودّ النّجوم الزّهر لو أنّها دمــــــىً
ليختــار منها المترفـات ويلـعبا
وعندي كنوز ٌ من حنان ورحمــةٍ
نعيمي أن يغـــــرى بهنّ وينهبا
يجــور وبعض الجــور حلوٌ محبّبٌ
ولم أرَ قــبل الطّفل ظلماً محبّبا
ويغضب أحياناً ويرضى وحسبنا
من الصّفو أن يرضى علينا ويغضبا
و إن ناله ســــقم تمنّيت أنّنــــي
فــداءً له كـنت السّـقيم المعذّبـا
ويوجز فيما يشــــتهي وكأنّـــــه
بإيجــــازه دلاً أعـــــاد و أسـهبا
يزفّ لنا الأعــياد عيداً إذا خطا
وعيـــداً إذا ناغى وعيداً إذا حـبا
كزغب القطــــا لو أنّه راح صادياً
سكبـــت له عيني وقلبي ليشربـا
وأوثر أن يروى ويشـــــبع ناعماً
وأظمأ فـــي النّعمى عليه وأسغبـا
ينام علــــى أشـــواق قلبي بمهــده
حريراً من الوشي اليماني مذهبـا
وأســــدل أجفاني غطــــاء يُظلّــــــه
ويا ليتها كانـــــت أحنّ وأحدبـا
وحمّلني أن أقبل الضّـــــيم صابراً
وأرغـــــب تحناناً عليـــه وأرهبـا
وتخفق فـــي قلبي قلوب عديــدة
لقــــد كــان شِعباً واحـــــداً فتشعّبا
ويا رب من أجل الطّفولــة وحدها
أفض بركــات الســلم شرقاً ومغربا
وصن ضحكة الأطفال يارب إنّهـا
إذا غرّدت في موحش الرّــل أعشبا
ويا رب حبّب كلّ طـــفل فلا يـرى
وإن لـج في الإعنات وجهاً مقطبا
وهيّء لـــه في كلّ قلبٍ صبابــــــةً
وفي كــــلّ لقيا مرحبـاً ثــمّ مرحبا
7 - قم يا بُنَيَّ اليوم عيد....قصيدة (ثوب العيد)
للشاعر أبو فراس النطافي، وهو محمد ذيب النطافي،
ولد في قرية نطاف التابعة لمدينة القدس عام 1941م، وتوفي في عمان الأردن 2014م، فلسطيني:
قم يا بُنَيَّ اليوم عيد
قم والبس الثوبَ الجديد
وامرحُ بهِ مثلَ الطيورِ اللاهية
فوقَ الروابي في الحقول الزاهيَة
رقصَت لك الدنيا وغرَّدت الطيور
والنـورُ أشـرقَ في دَمـي
وتدفقت في القلب أنهارُ السرور
والنفسُ هامت في بساتين الرضا
وتفتَّحت فيها الزهور
تلهو فأشعرُ بالهنا
وأسرّ مثلك بالوجود
تعدو فأعدو مسرعًا
والعزمُ عندي كالحديد
ما لعبةُ الأطفال إلا لعبتي
ما فرحةُ الأبناء إلا فرحتي
إني أعيش بك الطفولة يا بُنَي
بجمـالها وسـرورها
وبفرحة الطفل السعيد
أعدو مع الأطيار في الوادي النضير
وأعانقُ الأفراحَ والأملَ المنير
والحبّ يملأ خاطـري
ويعطّرُ الدنيا بأنفاس الورود
وكأنني قد عدتُ طفلاً من جديد
8 - (وَلَدِي مُهْجُةُ قَلْبِي).
قصيدتي التي نظمتها عام 1986 م في الجزائر عن
ولديَّ زيد وأسيل، قبل ولادة ابني عباس - كريم مرزة الأسدي، ولد في النجف الأشرف 1946م -:
" لَا تَلُمْنِي فِي هَوَاهْ
أنَا لَا أهْوَى سِوَاهْ "
وَلَـدِي مُهْجَةُ قَلْبِي
وَرْدُ عَبـِـقٍ وَجْنَتَاهْ
فَحَبِيْبِي نُوْرُ عَيْنِي
لَا أرَى حَتًــّـى أرَاهْ
فَيْضُ حُــبٍّ لِصَغِيْرِي
إنّـهُ رُوْحُ الْحَيَــاهْ
قــــد تســــــامى بإباءٍ
لــمْ يذقهُ من عداه
وبعينــيهِ بحـــــــارٌ
تترآى مـــــــن سناه
وهــو في غربتي إنسٌ
لـم تعدْ وا غربتاه
كلّ ُأهلِي اجْتمعوا فيــــ
ــهِ فما أحلى شذاهْ
فأنا صلّيتُ من أجْـــــ
ـلِ الفتى ألــفي صلاه
يرتمي طـوراً بحضني
تــارةً عـند (لمـاه)
ولحـــــــينٍ يمتطـــــيني
فلكــــــــلٍّ مقتضاه
وإذا ما ازداد في العمٍـ
ــرِ فلا أنســـــى صباه
قـد حباني اللهُ (زيـــداً)
و (أسـيلاً) مـا حبـاه
فهمـــا لــعبٌ وزهــــــوٌ
بســـمتا عمرِي منـــاه
لمى: زوج الشاعر، زيد وأسيل: ولداه، أما عباس ابنه الثالث
ولد بعد نظم القصيدة (ت 1989 م
9 - (أمي...)
قصيدة للأطفال للشاعر سليمان العيسى، أبوه الشيخ أحمد العيسى،
ولد في قرية التعيرية لواء الأسكندرونة سنة 1921 م، توفي 2013م، سوري
أمّـــــــي
مَلَكٌ يَرِفُّ عَلى سَريري
يَحنْوُ بأنْفَاسِ الْعَبِيرِ
سِرُّ الإِلَهِ بِمُقْلَتَيْهِ
وَنَعِيمُهُ في راحَتَيْهِ
أغْلى مِنَ الدُّنْيَا عَليَّا
وأحَبُّ مَخْلُوقٍ إِلَيَّا
أفْدِي الْمَلاكَ السَّاهِرا
قَلْباً عَلَيَّ ونَاَظِرَا
لو كُنْتُ يوماً شَاعِرا
أبْدَعْتُ أجْمَلَ ما تُغَنِّي
عُصْفُورَةً في مِثْلِ سِنِّي
وَسَقَيْتُ ضوَءَ الْفَجْرِ لحني
وحمَلْتُ أُغْنِيَتي لأمي
أحْلى أنَاشيدِ الْهَوى قُبُلاتُ أمِّي
علي أحمد سعيد إسبر المعروف باسمه المستعار أدونيس شاعر سوري ولد عام 1930 في قرية قصابين
التابعة لمدينة جبلة في سوريا. تبنّى اسم أدونيس (تيمناً بأسطورة أدونيس الفينيقية) الذي خرج به على تقاليد التسمية العربية منذ العام 1948.
10 - (أغنية إلى الطفولة)...
أدونيس، هو علي أحمد سعيد إسبر، ولد عام 1930م في قرية قصابين التابعة لمدينة جبلة، سوري:
في السرير القَلقِ الدافئِ حُبٌّ
يستفيقُ،
هو للناس تراتيلُ، وللشمس طريقُ.
للطّفوله،
تشرق الشمس خجوله ؛
في خُطاها يَصغر الكون الكبيرُ
ويضيق الأبدُ،
فلها الأرض غطاءٌ سَرمدُ،
ولها الدنيا سريرُ.
أنا بالأمس، ليَ الآهاتُ بَيْتُ
وليَ الفقر سراجٌ والدّمُ النّازف زيتُ.
كنتُ كالظلّ، كما دار به الفقر يدورُ
قدَمي ليلٌ وأجفانيَ نورُ.
يا طفوله،
يا ربيعَ الزمن الشّيخ وآذار الحياةِ،
وهَوَى ماضٍ وآتِ،
في غدٍ، أنتِ صراعٌ لا يُحَدّ،
وطموحٌ لا يُردُّ
وغداً أنت ميادين بطوله
تُنشى الكون وتُبدي وتُعيد،
فيغنّيك الكفاحُ
وتغّنيك الجراحُ،
ويغّنيك الدّم البِكْر الجديدُ
يا طفوله
يا هَوى ماضٍ وآتِ
يا ربيعَ الزّمَنِ الشيخِ وآذار الحياة.
أهم الشعراء العرب والفلسطينيين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن،
ويعتبر محمود درويش أحد أبرز من ساهم فى تطوير الشعر العربى الحديث وإدخال الرمزية فيه،
وفى شعره يمتزج الحب بالوطن بالحبيبة الأنثى.
ستمطرُ هذا النهار رصاصاً..
ستمطرُ هذا النهار!
وفى شهر آذار، فى سنة الانتفاضة، قالت لنا الأرض أسرارها الدّمويّة: خمسُ بناتٍ على باب مدرسةٍ ابتدائية يقتحمن جنود المظلاّت..
يسطعُ بيتٌ من الشعر أخضر... أخضر. خمسُ بناتٍ على باب مدرسة ابتدائيّة ينكسرن مرايا مرايا
البناتُ مرايا البلاد على القلب..
فى شهر آذار أحرقت الأرض أزهارها.
انا
هكذا كان "محمود درويش" وهكذا كانت قصائده ممتلئة بالوجع ومعبرة عن المعاناة واليوم فى ذكرى رحيله السابعة تظل قصائده خالدة ترثى الأطفال وكأنه لم يمت ، فمازال الأطفال يتساقطون كل يوم ومازالت المدافع تطلق قذائفها ونيرانها لتحرق كل ما يقابلها ، ومازلنا نقرأ قصائد درويش وكأنه كتبها اليوم معبرا عن الآلام ووجع الشعب الفلسطينى ويوما بعد يوم ننعى الأطفال، وكان آخر من بكيناهم الطفل "على دوابشة" الذى أحرقته نار الإسرائيليين منذ أيام ، كان آخرهم ولكنه ليس الأخير !.
ولم يكتب درويش عن الأطفال قصيدة واحدة فقط بل كانت كتابته عنهم جزءا من القضية الفلسطينية كلها، وتأتى قصيدة درويش "القتيل رقم 48" لتعبر عما يعانيه أطفال فلسطين و تعبر عن شاعر وكاتب فلسطينى عظيم عاش حياته ليدافع عن قضية وطنه الأسير وتقول القصيدة
وجدوا فى صدره قنديل ورد.. و قمر
وهو ملقى، ميتا، فوق حجّر
وجدوا فى جيبه بعض قروش
وجدوا علبة كبريت،و تصريح سفرّ..
و على ساعده الغض نقوش.
قبلته أمّه..
و بكت عاما عليه
بعد عام، نبت العوسج ىفى عينيه
و اشتدّ الظلام
عندما شبّ أخوه
و مضى يبحث عن شغل بأسواق المدينة
حبسوه..
لم يكن تصريح سفر
إنه يحمل فى الشارع صندوق عفونه
و صناديق أخر
آه: أطفال بلادى
هكذا مات القمر!
ولم تقتصر قصائد درويش على الأطفال فقط ولكن القضية الفلسطينية ككل حيث يعد أحد أهم الشعراء الفلسطينيين
والعرب الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن، فالدماء تسيل كل يوم بلا توقف وعبر درويش عن ذلك فى قصيدته " البنتُ / الصرخة" فيقول
على شاطئ البحر بنت، وللبنت أهل وللأهل بيت.
وللبيت نافذتان وباب....
وفى البحر بارجة تتسلى
بصيد المشاة على شاطئ البحر:
أربعة، خمسة، سبعة
يسقطون على الرمل، والبنت تنجو قليلا
لأن يدا من ضباب
يدا ما إلهية أسعفتها، فنادت: أبي
يا أبي! قم لنرجع، فالبحر ليس لأمثالنا!
لم يجبها أبوها المسجى على ظله
فى مهب الغياب
دم فى النخيل، دم فى السحاب
يطير بها الصوت أعلى وأبعد من
شاطئ البحر. تصرخ فى ليل برية،
لا صدى للصدى.
فتصير هى الصرخة الأبدية فى خبر
عاجل، لم يعد خبرا عاجلا
عندما
عادت الطائرات لتقصف بيتا بنافذتين وباب!
الشعر عند محمود درويش كان أكثر من كونه لغة جميلة وصورة معبرة فهو وسيلة ليعبر عما يعيشه شعب كل يوم من خوف
ودمار فيقول فى قصيدته "حالة حصار" ِ المُشاة على شاطئ البحر:
خسائرُنا: من شهيدين حتى ثمانيةٍ كُلَّ يومٍ
وعَشْرَةُ جرحي.
وعشرون بيتاً.
وخمسون زيتونةً...
بالإضافة للخَلَل البُنْيوى الذي
سيصيب القصيدةَ والمسرحيَّةَ واللوحة الناقصة
وبعد رحلة إبداع و كفاح استمرت 67 عاما توفى محمود درويش فى التاسع من أغسطس لعام 2008 بعد إجرائه لعملية القلب المفتوح فى مركز تكساس الطبى بالولايات المتحدة الأمريكية التى دخل بعدها فى غيبوبة أدت إلى وفاته بعد أن قرر الأطباء نزع أجهزة الإنعاش بناءً على توصيته، وتم نقل جثمانه إلى رام الله وظل هناك حتى الان .
القصيدة الأخيرة
"من يكتب حكايته يرث أرض الكلام ويملك المعنى تماما"، هكذا تنبأ الشاعر الفلسطينى الكبير محمود درويش، الذى يوافق اليوم الذكرى السابعة لرحيله، فى قصيدته "قال المسافر للمسافر: لن أعود كما"، بأنه سيبقى حيا ما حيت كلماته يقرأها الجميع بعد رحيله، فيوهبون له حياة تلو الأخرى.
"من أنا لأخيب ظن العدم"، هكذا تساءل درويش الشعر فى قصيدته الأخيرة، "لاعب النرد" التى حملت لمريديه خلاصة تجربة اتسعت فيها رؤاه وعباراته، على عكس ما قال الصوفى النفرى "كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة".
"لاعب النرد" كانت قصيدته الأخيرة وربما الأولى، فهى القصيدة "السيرة" التى بث فيها محمود دوريش من روحه فاستحالت نصا "مبرئا من كل عيب"، بدأه بإعلان سلامته مما قد يصيب شاعرا مثله من تكبر على قرائه، فخاطبهم متسائلا:"من أنا لأقول لكم ما أقول لكم؟" ليفاجئهم مرة أخرى ببيت يقول "أنا مثلكم أو أقل قليلا" تدهشك العبارة فتظن إنه تجرد لتوه من كل ما أثقل قلبه وذاكرته، ليعد إلى يوم مر إلى الحياة للمرة الأولى "مثلنا أو أقل قليلا" وربما هكذا أراد أن يرحل عنها أيضا.
"لاعب النرد" هى القصيدة التى اتحد فيها محمود درويش مع ذاته وتجرد منها فى آن واحد، يخبرك فيها بمن كان وكيف أصبح، ثم يعترف بأن كل ما كانه "مصادفة" وكل حال أصبح عليه كان "مصادفة" كذلك، و"مصادفة" عشقناه كيفما كان وكيفما أصبح، وإن لم يكن له دورا بما "كان أو سيكون".
وحين يأخذ محمود دوريش بيديك بين حروف قصيدته إلى بيته القائل "لا دور لى فى حياتى إلا إننى عندما علمتنى تراتيلها، قلت هل من مزيد وأوقدت قنديلها ثم حاولت تعديلها؟"، فتجيبه "لا دور لى فى قراءاتى إلا إننى عندما علمتنى شعرك قلت لك:هل من مزيد؟ فوجدته فيه كل نص وتعديله، كل صورة وانعكاسها، كل حرف ورسمه وكل كلمة وصدى امتدادها.
تسكنك القصيدة فتصير جزءا منها، ولا يفصلك عن اتحادك بها سوى بيته "كان يمكن ألا يحالفنى الوحى" فتضحك ساخرا وكيف لا يحالفك الوحى وأنت الوحى الذى لا ينقطع، وبينما يقول هو "إن القصيدة رمية نرد على رقعة من ظلام تشع وقد لا تشع فيهوى الكلام"، تجيبه بملء قلبك "تشع" ولا وجود "لقد"، كف عنى أذاك.
يتمكن منك شعور لا يوصف بـ"الامتلاء" بذلك القائل "لا دور لى فى القصيدة غير امتثالى لإيقاعها"، فتمثل أمام حروفه خاضعا، حامدا شاكرا كل "امتثال" له، وعندما يقدم لك "تعويذته" السحرية فى قوله "هكذا تولد الكلمات أدرب قلبى على الحب كى يسع الورد والشوك"، تؤمن على كلماته قائلا: "وها أنا ذا أدرب عينى أولا"، فينقلك من خضوعك أمامه كمريد يتلقى أولى حروف أبجديته من درويشه إلى اعتراف بأنك "قد بلغت الكبر" وقد وسدتك حروفه منذ بدء القصيدة، فيكمل جميله عليك ويقول "ولست أنا من أنا الآن إلا إذا التقت الاثنتان أنا وأنا الأنثوية"، فأبلغ كمالى وأقول بكل ما أوتيت من قوة على احتمال بلاغته "وأنا الأنثوية".
ومحمود درويش هو شاعرٌ فلسطينى وعضو المجلس الوطنى التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، وله دواوين شعرية مليئة بالمضامين الحداثية. ولد عام 1941 فى قرية البروة وهى قرية فلسطينية تقع فى الجليل قرب ساحل عكا، حيث كانت أسرته تملك أرضًا هناك، خرجت الأسرة برفقة اللاجئين الفلسطينيين فى العام 1948 إلى لبنان، ثم عادت متسللة عام 1949 بعد توقيع اتفاقيات الهدنة، لتجد القرية مهدمة وقد أقيم على أراضيها موشاف (قرية زراعية إسرائيلية)"أحيهود"، وكيبوتس يسعور فعاش مع عائلته فى قرية الجديدة.
بعد إنهائه تعليمه الثانوى فى مدرسة ينى الثانوية فى كفرياسيف انتسب إلى الحزب الشيوعى الإسرائيلى وعمل فى صحافة الحزب مثل الإتحاد والجديد التى أصبح فى ما بعد مشرفًا على تحريرها، كما اشترك فى تحرير جريدة الفجر التى كان يصدرها مبام.
اُعتُقِل محمود درويش من قبل السلطات الإسرائيلية مرارًا بدأ من العام 1961 بتهم تتعلق بتصريحاته ونشاطه السياسى وذلك حتى عام 1972 حيث توجه إلى للاتحاد السوفييتى للدراسة، وانتقل بعدها لاجئًا إلى القاهرة فى ذات العام حيث التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم لبنان حيث عمل فى مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، علمًا إنه استقال من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إحتجاجًا على اتفاقية أوسلو. كما أسس مجلة الكرمل الثقافية.
وتوفى محمود درويش فى 9أغسطس 2008، وقد شارك فى جنازته آلاف من أبناء الشعب الفلسطينى وقد حضر أيضا أهله من أراضى 48 وشخصيات أخرى على رأسهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. تم نقل جثمان الشاعر محمود درويش إلى رام الله.
صاحي
َ
سراب الوقت
» فوائد المشاط للشعر: سر جمال شعرك الطبيعي
سراب الوقت
» فوائد البكتيريا النافعة: لتعزيز صحة الجسم
سراب الوقت
» فايدة حلمة الرجال: ما تحتاج معرفته
سراب الوقت
» ما هي المؤشرات العالمية؟ تعرف عليها الآن
سراب الوقت
» قصيدة سهلة
سراب الوقت
» أفضل أفلام 2025: قائمة الأعمال المعلنة
سراب الوقت
» العاب مجانية استمتع بأفضل الالعاب المجانية
سراب الوقت
» فوائد المشي واسراره
سراب الوقت
» خواطر حب كلمات تنبض بالمشاعر
سراب الوقت
» ازياء نسائية 2024
سراب الوقت
» كيف أعرف نوع شعري جاف أو دهني
سراب الوقت
» تسريحات حديثة للشعر القصير
سراب الوقت
» قصات شعر للوجة البيضاوي للرجال
سراب الوقت
» قصات شعر حديثة 2025
سراب الوقت
» كيف افتح موضوع مع شخص احبه
سراب الوقت
» حذف حساب سناب نهائيا لارجوع
سراب الوقت
» وصفات بف باستري الحصرية
سراب الوقت
» عبارات حلوة شكر على هدية
سراب الوقت
» اضرار اليانسون
سراب الوقت
» أنواع الألعاب الإلكترونية
سراب الوقت
» فوائد أوميغا 3 للنساء حصري
سراب الوقت
» فوائد الرمان للمرأة
سراب الوقت
» فوائد الكراث السرية
سراب الوقت
» فوائد الحلبة للرجال
سراب الوقت
» كلام من ذهب
سراب الوقت
» رسائل حب صباحية للمتزوجين
سراب الوقت
» صبغات شعر 2024
سراب الوقت
» مدح في خالي خوال العز
سراب الوقت
» اسماء قطط حلوة لمحبين القطط
سراب الوقت
» تعرف على فوائد الشاي الاخضر
سراب الوقت
» التجارة الالكترونية في السعودية
سراب الوقت
» اسهل طريقة لعمل البان كيك الامريكي
سراب الوقت
» طريقة الكيكة الاسفنجية
سراب الوقت
» جميع فوائد التمر
سراب الوقت
» فساتين روعه
الخوي
» رسائل عيد الاضحى مميزة
الخوي
» ربعك لمنك شفتهم صارو احزاب
جبرني الوقت
» اكل التمر وترا
سراب الوقت
» افضل فوائد الخيار للوجه
سراب الوقت
» افضل شامبو جديد للشعر
سراب الوقت
» افضل فوائد الزعفران كاملة
سراب الوقت
» شعر الامام الشافعي عن الدنيا والناس
صاحي
» اسماء بنات كوووول عصرية
سراب الوقت
» اسماء اولاد غريبة عصرية كووول جديدة
سراب الوقت
» افضل فوائد حبة الرشاد
سراب الوقت
» معلومات عن الخسوف وطريقة الصلاة
جبرني الوقت
» اسرار لعبة لودو
صاحي
» معلومات دقيقة عن السياحة في جزر القمر
صاحي
» حكم وامثال بالعربية
سراب الوقت
» اهم فوائد قشر البطيخ كاملة
سراب الوقت
» شعر غزل فاضح
سراب الوقت
» افضل فوائد بذور الشيا كاملة
سراب الوقت
» يَافَاتِنَ العَيْنَيْنِ جِئْتُكَ مُرْهَقَاً
سراب الوقت
» قصيدة نبطية مليئة بالحكم
سراب الوقت
» اسماء الله الحسنى بالصور سبحان الله العظيم
سراب الوقت
» افضل علاج تساقط الشعر
سراب الوقت
» الفرق بين الرعد والبرق سبحان الذي يسبح البرق والرعد
صاحي
» شعر غزل فاحش ملعون جدا
سراب الوقت
» افضل فوائد اليانسون للمرأة
سراب الوقت