الود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» اكبر تاجر مخدرات في التاريخ
سراب الوقت

» فوائد المشاط للشعر: سر جمال شعرك الطبيعي
سراب الوقت

» فوائد البكتيريا النافعة: لتعزيز صحة الجسم
سراب الوقت

» فايدة حلمة الرجال: ما تحتاج معرفته
سراب الوقت

» ما هي المؤشرات العالمية؟ تعرف عليها الآن
سراب الوقت

» قصيدة سهلة
سراب الوقت

» أفضل أفلام 2025: قائمة الأعمال المعلنة
سراب الوقت

» العاب مجانية استمتع بأفضل الالعاب المجانية
سراب الوقت

» فوائد المشي واسراره
سراب الوقت

» خواطر حب كلمات تنبض بالمشاعر
سراب الوقت

» ازياء نسائية 2024
سراب الوقت

» كيف أعرف نوع شعري جاف أو دهني
سراب الوقت

» تسريحات حديثة للشعر القصير
سراب الوقت

» قصات شعر للوجة البيضاوي للرجال
سراب الوقت

» قصات شعر حديثة 2025
سراب الوقت

» كيف افتح موضوع مع شخص احبه
سراب الوقت

» حذف حساب سناب نهائيا لارجوع
سراب الوقت

» وصفات بف باستري الحصرية
سراب الوقت

» عبارات حلوة شكر على هدية
سراب الوقت

» اضرار اليانسون
سراب الوقت

» أنواع الألعاب الإلكترونية
سراب الوقت

» فوائد أوميغا 3 للنساء حصري
سراب الوقت

» فوائد الرمان للمرأة
سراب الوقت

» فوائد الكراث السرية
سراب الوقت

» فوائد الحلبة للرجال
سراب الوقت

» كلام من ذهب
سراب الوقت

» رسائل حب صباحية للمتزوجين
سراب الوقت

» صبغات شعر 2024
سراب الوقت

» مدح في خالي خوال العز
سراب الوقت

» اسماء قطط حلوة لمحبين القطط
سراب الوقت

» تعرف على فوائد الشاي الاخضر
سراب الوقت

» التجارة الالكترونية في السعودية
سراب الوقت

» اسهل طريقة لعمل البان كيك الامريكي
سراب الوقت

» طريقة الكيكة الاسفنجية
سراب الوقت

» جميع فوائد التمر
سراب الوقت

» فساتين روعه
الخوي

» رسائل عيد الاضحى مميزة
الخوي

» ربعك لمنك شفتهم صارو احزاب
جبرني الوقت

»  اكل التمر وترا
سراب الوقت

» افضل فوائد الخيار للوجه
سراب الوقت

» افضل شامبو جديد للشعر
سراب الوقت

» افضل فوائد الزعفران كاملة
سراب الوقت

» شعر الامام الشافعي عن الدنيا والناس
صاحي

» اسماء بنات كوووول عصرية
سراب الوقت

» اسماء اولاد غريبة عصرية كووول جديدة
سراب الوقت

» افضل فوائد حبة الرشاد
سراب الوقت

» معلومات عن الخسوف وطريقة الصلاة
جبرني الوقت

» اسرار لعبة لودو
صاحي

» معلومات دقيقة عن السياحة في جزر القمر
صاحي

» حكم وامثال بالعربية
سراب الوقت

» اهم فوائد قشر البطيخ كاملة
سراب الوقت

» شعر غزل فاضح
سراب الوقت

» افضل فوائد بذور الشيا كاملة
سراب الوقت

» يَافَاتِنَ العَيْنَيْنِ جِئْتُكَ مُرْهَقَاً
سراب الوقت

» قصيدة نبطية مليئة بالحكم
سراب الوقت

» اسماء الله الحسنى بالصور سبحان الله العظيم
سراب الوقت

» افضل علاج تساقط الشعر
سراب الوقت

» الفرق بين الرعد والبرق سبحان الذي يسبح البرق والرعد
صاحي

» شعر غزل فاحش ملعون جدا
سراب الوقت

» افضل فوائد اليانسون للمرأة
سراب الوقت

أحدث الصور

شعر الامام الشافعي عن الدنيا والناس

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

شعر الامام الشافعي عن الدنيا والناس  Empty شعر الامام الشافعي عن الدنيا والناس



شعر الامام الشافعي عن الدنيا والناس  514

الضرب في الأرض

سأضرب في طول البلاد وعرضها
أنال مرادي أو أموت غريبـا

فإن تلفت نفسي فلله درهــــا
وإن سلمت كان الرجوع قريبا


آداب التعلم

اصبر على مـر الجفـا من معلم
فإن رسوب العلم في نفراته

ومن لم يذق مر التعلم ساعــة
تجرع ذل الجهل طول حياته

ومن فاته التعليم وقت شبابــه
فكبر عليه أربعا لوفاتــه

وذات الفتى والله بالعلم والتقى
إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته


متى يكون السكوت من ذهب

إذا نطق السفيه فلا تجبه
فخير من إجابته السكوت

فإن كلمته فـرّجت عنـه
وإن خليته كـمدا يمـوت


عدو يتمنى الموت للشافعي

تمنى رجال أن أموت ، وإن أمت
فتلك سبيـل لـست فيها بأوحــد

وما موت من قد مات قبلي بضائر
ولا عيش من قد عاش بعدي بمخلد

لعل الذي يرجـو فنـائي ويدّعي
به قبل موتـي أن يكون هو الردى


لا تيأسن من لطف ربك

إن كنت تغدو في الذنـوب جليـدا
وتخاف في يوم المعاد وعيـدا

فلقـد أتاك من المهيمـن عـفـوه
وأفاض من نعم عليك مزيـدا

لا تيأسن من لطف ربك في الحشا
في بطن أمك مضغة ووليـدا

لو شــاء أن تصلى جهنم خالـدا
ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيــدا


فوائد الأسفــار

تغرب عن الأوطان في طلب العلا
وسافر ففي الأسفار خمس فوائد

تَفَرُّجُ هم ، واكتسـاب معيشــة
وعلم وآداب ، وصحبة ماجـد


الوحدة خير من جليس السوء

إذا لم أجد خلا تقيا فوحدتي
ألذ وأشهى من غوى أعاشره

وأجلس وحدي للعبادة آمنـا
أقر لعيني من جـليس أحاذره


أدب المناظرة

إذا ما كنت ذا فـضل وعلم
بما اختلف الأوائل والأواخر

فناظر من تناظر في سكون
حليمـا لا تـلح ولا تكابـر

يفيدك ما استفادا بلا امتنان
من النكـت اللطيفة والنوادر

وإياك اللجوج ومن يرائي
بأني قد غلبت ومن يفـاخـر

فإن الشر في جنبات هـذا
يمني بالتقـاطـع والـتدابـر


العلم مغرس كل فخر

العلم مغرس كـل فخر فافتخـر
واحذر يفوتك فخـر ذاك المغـرس

واعلم بأن العـلم ليس ينالـه
من هـمـه في مطعــم أو ملبـس

إلا أخـو العلم الذي يُعنى بـه
في حـالتيه عـاريـا أو مـكتـسي

فاجعل لنفسك منه حظا وافـرا
واهجـر لـه طيب الرقــاد وعبّسِ

فلعل يوما إن حضرت بمجلس
كنت أنت الرئيس وفخر ذاك المجلس


نور الله لا يهدى لعاص

شكوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي

وأخـبرني بأن العـلم نــور
ونور الله لا يهـدى لعـاص



لمن نعطي رأينا

ولا تعطين الرأي من لا يريده
فلا أنت محمود ولا الرأي نافعه


الذل في الطمع

حـسبي بعلمي إن نـفــع
ما الــذل إلا في الطمــع

من راقـب الله رجــــع
ما طــار طير وارتفــع

إلا كـما طـار وقــــع


الحب الصادق

تعصي الإله وأنت تظهر حبه
هذا محال في القياس بديـع

لو كان حبك صادقا لأطعتـه
إن المحب لمن يحب مطيـع

في كل يوم يبتديك بنعمــة
منه وأنت لشكر ذلك مضيع


فضل التغرب

ارحل بنفسك من أرض تضام بها
ولا تكن من فراق الأهل في حرق

فالعنبر الخام روث في موطنــه
وفي التغرب محمول على العنـق

والكحل نوع من الأحجار تنظـره
في أرضه وهو مرمى على الطرق

والكحل نوع من الأحجار تنظـره
فصار يحمل بين الجفن والحـدق


أيهما ألذ؟

سهـري لتنقيـح العلوم ألذ لي
من وصل غانية وطيب عنــاق

وصرير أقلامي على صفحاتها
أحلى مـن الدّوْكـاء والعشــاق

وألذ من نقر الفتـاة لدفهــا
نقري لألقي الـرمل عـن أوراقي

وتمايلي طربـا لحل عويصـة
في الدرس أشهى من مدامة ساق

وأبيت سهـران الدجى وتبيته
نومـا وتبغي بعـد ذاك لحــاقي


مشاعر الغريب

إن الغريب له مخافة سارق
وخضوع مديون وذلة موثق

فإذا تذكر أهـلـه وبـلاده
ففؤاده كجنــاح طير خافق


التوكل على الله

توكلت في رزقي على الله خـالقي
وأيقنـت أن الله لا شك رازقي

وما يك من رزقي فليـس يفوتني
ولو كان في قاع البحار العوامق

سيأتي بـه الله العظـيم بفضلـه
ولو، لم يكن من اللسـان بناطق

ففي اي شيء تذهب النفس حسرة
وقد قسم الرحـمن رزق الخلائق


العلم رفيق نافع

علمي معي حـيثمــا يممت ينفعني
قلبي وعاء لـه لا بطــن صـنـدوق

إن كنت في البيت كان العلم فيه معي
أو كنت في السوق كان العلم في السوق


تول أمورك بنفسك

ما حك جلدك مثل ظفرك
فتـول أنت جميع أمرك

وإذا قصدت لحـاجــة
فاقصد لمعترف بفضلك


فتنة عظيمة

فســاد كبيـر عالم متهتك
وأكبر منه جـاهل متنسك

هما فتنة في العالمين عظيمة
لمن بهما في دينه يتمسك


دعوة إلى التعلم

تعلم فليس المرء يولد عالـمــا
وليس أخو علم كمن هو جاهـل

وإن كبير القوم لا علم عـنـده
صغير إذا التفت عليه الجحافل

وإن صغير القوم إن كان عالما
كبير إذا ردت إليه المحـافـل


إدراك الحكمة ونيل العلم

لا يدرك الحكمة من عمره
يكدح في مصلحة الأهـل

ولا ينــال العلم إلا فتى
خال من الأفكار والشغـل

لو أن لقمان الحكيم الذي
سارت به الركبان بالفضل

بُلي بفقر وعـيـال لمـا
فرق بين التبن والبقــل


أبواب الملوك

إن الملوك بـلاء حيثما حـلـوا
فلا يكن لك في أبو أبهم ظــل

ماذا تؤمل من قوم إذا غضبـوا
جاروا عليك وإن أرضيتهم ملوا

فاستعن بالله عن أبو أبهم كرمـا
إن الوقوف على أبوابهــم ذل


المهلكات الثلاث

ثلاث هن مهلكة الأنـام
وداعية الصحيح إلى السقام

دوام مُدامة ودوام وطء
وإدخال الطعام على الطعـام


العلم بين المنح والمنع

أأنثر درا بين سارحة البهــم
وأنظم منثورا لراعية الغنـم

لعمري لئن ضُيعت في شر بلدة
فلست مُضيعا فيهم غرر الكلم

لئن سهل الله العزيز بلطفــه
وصادفت أهلا للعلوم والحكـم

بثثت مفيدا واستفدت ودادهـم
وإلا فمكنون لدي ومُكْتتـــم

ومن منح الجهال علما أضاعـه
ومن منع المستوجبين فقد ظلم


العيب فينا

نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزمانا عيب سوانا

ونهجو ذا الزمان بغير ذنب
ولو نطق الزمان لنا هجانا

وليس الذئب يأكل لحم ذئب
ويأكل بعضنا بعضا عيانا


يا واعظ الناس عما أنت فاعله

يا واعظ الناس عما أنت فاعله
يا من يعد عليه العمر بالنفس

احفظ لشيبك من عيب يدنسه
إن البياض قليل الحمل للدنس

كحامل لثياب الناس يغسلها
وثوبه غارق في الرجس والنجس

تبغي النجاة ولم تسلك طريقتها
إن السفينة لا تجري على اليبس

ركوبك النعش ينسيك الركوب على
ما كنت تركب من بغل و من فرس

يوم القيامة لا مال ولا ولد
وضمة القبر تنسي ليلة العرس


الصديق الصدوق

إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا

ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب وإن جفا

فما كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا

إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا

ولا خير في خل يخون خليله
ويلقاه من بعد المودة بالجفا

وينكر عيشا قد تقادم عهده
ويظهر سرا كان بالأمس قد خفا

سلام على الدنيا إذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا

قال الشافعي في القناعة

تعمدني بنصحك في انفرادي
وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع
من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي
فلا تجزع إذا لم تعط طاعه

قال الشافعي في حفظ اللسان

احفظ لسانـــك أيها الإنسان
لا يلدغنك .. إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه
كانت تهاب لقاءه الأقران

ستة ينال بها الإنسان العلم

أخي لن تنال العلم إلا بستة
سأنبيك عن تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة
وصحبة أستاذ وطول زمان

وقال الشافعي في فضل السكــوت

وجدت سكوتي متجرا فلزمته
إذا لم أجد ربحا فلست بخاسر
وما الصمت إلا في الرجال متاجر
وتاجره يعلو على كل تاجر

القناعــة .. راس الغنى

رأيت القناعة رأس الغنى
فصرت بأذيالها متمسك
فلا ذا يراني على بابه
ولا ذا يراني به منهمك
فصرت غنيا بلا درهم
أمر على الناس شبه الملك

لا شيء يعلو على مشيئة الله .. قال الشافعي

يريد المرء أن يعطى مناه
ويأبى الله إلا ما أراد
يقول المرء فائدتي ومالي
وتقوى الله أفضل ما استفاد

وقال الشافعي متفاخراً

ولولا الشعر بالعلماء يزري
لكنت اليوم أشعر من لبيد
وأشجع في الوغى من كل ليث
وآل مهلب وبني يزيد
ولولا خشية الرحمن ربي
حسبت الناس كلهم عبيدي


وفي مخاطبــة السفيــه قال

يخاطبني السفيه بكل قبح
فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما
كعود زاده الإحراق طيبا

انظروا ماذا يفعل الدرهم ... صدق الشافعي حين قال

وأنطقت الدراهم بعد صمت
أناسا بعدما كانوا سكوتا
فما عطفوا على أحد بفضل
ولا عرفوا لمكرمة ثبوتا

من أجمل ما كتب الشافعي في الحكمة

دع الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا
وشيمتك السماحة والوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا
وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب
يغطيه كما قيل السخاء
ولا تر للأعادي قط ذلا
فإن شماتة الأعدا بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل
فما في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني
وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور
ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع
فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا
فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن
إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين
فما يغني عن الموت الدواء

فــرجـــت ... إن الله لطيف بعبــاده .. وقال

ولرب نازلة يضيق لها الفتى
ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها
فرجت وكنت أظنها لا تفرج

من مكارم الأخلاق .... قال

لما عفوت ولم أحقد على أحد
أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيته
لأدفع الشر عني بالتحيات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه
كما إن قد حشى قلبي مودات

فضل التوكل على الله

سهرت أعين ونامت عيون
في أمور تكون أو لا تكون
فادرأ الهم ما استطعت عن النفس
فحملانك الهموم جنون
إن ربا كفاك بالأمس ما كان
سيكفيك في غد ما يكون

العلوم الدينية وعلوم القرآن

كل العلوم سوى القرآن مشغلة
إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا
وما سوى ذاك وسواس الشياطين

وقال مناجياً رب العالمين هذه الأبيات الجميلة

قلبي برحمتك اللهم ذو أنس
في السر والجهر والإصباح والغلس
ما تقلبت من نومي وفي سنتي
إلا وذكرك بين النفس والنفس
لقد مننت على قلبي بمعرفة
بأنك الله ذو الآلاء والقدس
وقد أتيت ذنوبا أنت تعلمها
ولم تكن فاضحي فيها بفعل مسي
فامنن علي بذكر الصالحين ولا
تجعل علي إذا في الدين من لبس
وكن معي طول دنياي وآخرتي
ويوم حشري بما أنزلت في عبس

إنهم عبـــاد الله .. قال الشافعي فيهم

إن لله عبادا فطنا
تركوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا
أنها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة واتخذوا
صالح الأعمال فيها سفنا


الصمت والكلام

قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم
إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف
وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة
والكلب يخشى لعمري وهو نباح

كيف تعاشر الناس وتعاملهم

كن ساكنا في ذا الزمان بسيره
وعن الورى كن راهبا في ديره
واغسل يديك من الزمان وأهله
واحذر مودتهم تنل من خيره
إني اطلعت فلم أجد لي صاحبا
أصحبه في الدهر ولا في غيره
فتركت أسفلهم لكثرة شره
وتركت أعلاهم لقلة خيره

من هو الفقيه

إن الفقيه هو الفقيه بفعله
ليس الفقيه بنطقه ومقاله
وكذا الرئيس هو الرئيس بخلقه
ليس الرئيس بقومه ورجاله
وكذا الغني هو الغني بحاله
ليس الغني بملكه وبماله


لا تنطق بالسوء

إذا رمت أن تحيا سليما من الردى
ودينك موفور وعرضك صين
فلا ينطقن منك اللسان بسوأة
فكلك سوءات وللناس ألسن
وعيناك إن أبدت إليك معائبا
فدعها وقل يا عين للناس أعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى
ودافع ولكن بالتي هي أحسن

من عرف الدهر

أرى حمرا ترعى وتعلف ما تهوى
وأسدا جياعا تظمأ الدهر لا تروى
وأشراف قوم لا ينالون قوتهم
وقوما لئاما تأكل المن والسلوى
قضاء لديان الخلائق سابق
وليس على مر القضا أحد يقوى
فمن عرف الدهر الخؤون وصرفه
تصبر للبلوى ولم يظهر الشكوى

صدق الشافعي حين قال أن الدهر يومان

الدهر يومان ذا أمن وذا خطر
والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف
وتستقر بأقصى قاعه الدرر
وفي السماء نجوم لا عداد لها
وليس يكسف إلا الشمس والقمر

كل هذا أفضل من مذلة السؤال

لقلع ضرس وضرب حبس
ونزع نفس ورد أمس
وقر برد وقود فرد
ودبغ جلد بغير شمس
وأكل ضب وصيد دب
وصرف حب بأرض خرس
ونفخ نار وحمل عار
وبيع دار بربع فلس
وبيع خف وعدم إلف
وضرب إلف بحبل قلس
أهون من وقفة الحر
يرجو نوالا بباب نحس

العفاف والزنــا دين وديان

عفوا تعف نساؤكم في المحرم
وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
إن الزنا دين فإن أقرضته
كان الوفا من أهل بيتك فاعلم
يا هاتكا حرم الرجال وقاطعا
سبل المودة عشت غير مكرم
لو كنت حرا من سلالة ماجد
ما كنت هتاكا لحرمة مسلم
من يزن يزن به ولو بجداره
إن كنت يا هذا لبيبا فافهم
من يزن في قوم بألفي درهم
يزن في أهل بيته ولو بالدرهم.


دع الأيام تفعل ما تشاءُ

دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ
وَطِبْ نَفساً إذَا حَكَمَ الْقَضاءُ

وَلا تَجْزَعْ لِحَادِثة الليالي
فَمَا لِحَوَادِثِ الدُّنْيَا بَقَاءُ

وَكُنْ رَجلاً عَلَى الأَهْوَالِ جَلْداً
وَشِيْمَتُكَ السَّمَاحَةُ وَالْوَفَاءُ

وإنْ كَثُرَتْ عُيُوبكَ في الْبَرَايَا
وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ

تَسَتَّرْ بِالسَّخَاء فَكُلُّ عَيْب
يُغطِّيهِ  كَمَا قِيلَ  السَّخَاءُ

وَلا تُر للأَعَادِي قَطُّ ذُلاًّ
فَإِنَّ شَمَاتَةَ الأعْدَا بَلاَءُ

وَلا تَرْجُ السَّماحَةَ مِنْ بَخِيلٍ
فَما فِي النَّارِ لِلظْمآنِ مَاءُ

وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّي
وَلَيْسَ يَزِيدُ في الرِّزْقِ الْعَنَاءُ

وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرورٌ
وَلا بُؤْسٌ عَلَيْكَ وَلا رَخَاءُ

إذَا ما كُنْتَ ذَا قَلْبٍ قَنُوع
فَأَنْتَ وَمَالِكُ الدُّنْيا سَوَاءُ

وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنَايَا
فَلا أَرْضٌ تقيه وَلا سَمَاءُ

وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ وَلَكِنْ
إذَا نَزَلَ الْقَضَا ضاقَ الْفَضَاءُ

دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ
فَمَا يُغْني عَنِ المَوتِ الدَّوَاءُ


لا تهزاء بالدعاء

أَتَهْزَأُ بِالدُّعَاءِ وَتَزْدَرِيهِ
وَمَا تَدْرِي بِما صَنَعَ الدُّعَاءُ

سِهَامُ اللَّيلِ لا تُخْطِي وَلَكِنْ
لَهَا أَمَدٌ وَللأمَدِ انْقِضَاءُ

هكذا الحظ

تَمُوتُ الأُسْدُ في الْغَابَاتِ جُوعاً
وَلَحْمُ الضَّأْنِ تَأْكُلُهُ الْكِلاَبُ

وَعَبْدٌ قَدْ يَنامُ عَلَى حَرِيرٍ
وَذُو نَسَبٍ مَفَارِشُهُ التُّرَابُ

الحلم سيد الخلاق

إذَا سَبَّنِي نَذْلٌ تَزَايَدْتُ رِفْعةً
وَمَا الْعَيْبُ إلاَّ أَنْ أَكُونَ مُسَابِبُهْ

وَلَوْ لَمْ تَكْنْ نَفْسِي عَلَيَّ عَزِيزَةً
لَمَكَّنْتُها مِنْ كُلِّ نَذْلٍ تُحَارِبُهُ

وَلَوْ أنَّني أسْعَى لِنَفْعِي وجدْتَني
كَثِيرَ التَّواني للذِي أَنَا طَالِبُهْ

وَلكِنَّني أَسْعَى لأَنْفَعَ صَاحِبي
وَعَارٌ عَلَى الشَّبْعَانِ إنْ جَاعَ صَاحِبُهْ

يُخَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ
فأَكْرَهُ أنْ أكُونَ لَهُ مُجيبَا

يَزِيدُ سَفَاهَةً فأزِيدُ حِلْماً
كَعُودٍ زَادَهُ الإِحْرَاقُ طِيبَا

إذَا نَطَقَ السَّفِيهُ فَلاَ تُجَبْهُ
فَخيْرٌ مِنْ إجَابَتِهِ السُّكُوتُ

فإنْ كَلَّمْتَهُ فَرَّجْتَ عَنْهُ
وَإنْ خَلَّيْتَهُ كَمَداً يَمُوتُ

سَكَتُّ عَنِ السَّفِيهِ فَظَنَّ أنَّي
عَييتُ عَنِ الجوَابِ وَمَا عَيِيتُ

خلق الرجال

وَمَنْ هَابَ الرِّجَالَ تَهيَّبُوه
وَمَنْ حَقَرَ الرِّجالَ فَلَنْ يُهابا

وَمَنْ قَضَتِ الرِّجالُ لَهُ حُقُوقاً
وَمَنْ يَعْصِ الرِّجَالَ فَما أصَابَا

اخلاق المسلم

لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أحْقِدْ عَلَى أحَدٍ
أرَحْتُ نَفْسِي مِنْ هَمِّ الْعَدَاوَاتِ

إنِّي أُحَيي عَدُوِّي عنْدَ رُؤْيَتِهِ
لأِدْفَعَ الشَّرَّ عَنِّي بِالتَّحِيَّاتِ

وأُظْهِرُ الْبِشرَ لِلإِنْسَانِ أُبْغِضهُ
كما إنْ قدْ حَشى قَلْبي مَحَبَّاتِ

النَّاسُ داءٌ وَدَاءُ النَّاسِ قُرْبُهُمُ
وَفي اعْتِزَالـهمُ قطْعُ الْمَوَدَّاتِ

اداب العلم

اصْبِرْ عَلَى مُرِّ الْجَفَا مِنْ مُعَلِّمٍ
فَإنَّ رُسُوبَ الْعِلْمِ في نَفَراتِهِ

وَمَنْ لَمْ يَذُقْ مُرَّ التَّعَلُّمِ ساعةً
تَجَرَّعَ ذُلَّ الْجَهْلِ طُول حَيَاتِهِ

وَمَنْ فَاتَهُ التَّعْلِيمُ وَقتَ شَبَابِهِ
فَكَبِّر عَلَيْهِ أَرْبَعاً لِوَفَاتِهِ

وَذَاتُ الْفَتَى ـ واللَّهِ ـ بالْعِلْمِ وَالتُّقَى
إذَا لمَ يكُونا لا اعْتِبَارَ لِذَاتِه

الصمت حكمة

قَالُوا سَكتَّ وَقَد خُوصِمْتَ قُلْتُ لَهُمْ
إنَّ الجَوابَ لِبَابِ الشَّرِّ مِفْتاحُ

وَالصَّمتُ عَنْ جَاهِلٍ أَوْ أحْمَقٍ شَرَفٌ
وَفيهِ أيْضاً لِصَوْنِ الْعِرْضِ إصْلاَحُ

أما تَرَى الأُسْدَ تُخْشى وهْي صَامِتةٌ؟
والْكَلْبُ يُخْسَى لَعَمْري وهْوَ نَبَّاحُ

اخلاق الناس

لَيْتَ الْكِلاَبَ لَنَا كَانَتْ مُجَاورَةً
وَلَيْتَنَا لا نَرَى مِمَّا نَرَى أَحَدَا

إِنَّ الْكِلاَبَ لَتَهْدي في مَوَاطِنِهَا
وَالْخَلْقُ لَيْسَ بهَادٍ، شَرُّهُمْ أَبَدَا

فَاهرَبْ بِنَفْسِكَ وَاسْتَأْنِسْ بِوِحْدتهَا
تَبْقَ سَعِيداً إِذَا مَا كنْتَ مُنْفَرِدَا

عداوة الحساد

كلُّ العداوةِ قد تُرْجى مَوَدَّتُهَا
إلاَّ عداوةَ من عَادَاكَ عن حَسَدِ

تقوى الله

يُريدُ الْمَرْءُ أَنْ يُعْطَى مُنَاهُ
وَيَأْبَى اللَّهُ إلاَّ مَا أرَادَا

يَقُولُ الْمَرْءُ فَائِدَتِي وَمَالي
وَتَقْوَى اللَّهِ أَفْضَلُ مَا اسْتَفَادَا

في الأسفار خمس فوائد

تَغَرَّبْ عَن لأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلُى
وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ

تَفَرُّجُ هَمٍّ، وَاكْتِسابُ مَعِيشَةٍ
وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْبَةُ مَاجِد

جنان الخلد

يا مَنْ يُعَانِقُ دُنْيَا لا بَقَاءَ لَهَا
يُمسِي وَيُصْبِحُ في دُنْيَاهُ سَفَّارا

هَلاَّ تَرَكْتَ لِذِي الدُّنْيَا مُعَانَقَةً
حَتَّى تُعَانِقَ في الْفِرْدَوسِ أبْكَارَا

إنْ كُنْتَ تَبْغي جِنَانَ الخُلُدِ تَسْكُنُها
فَيَنْبَغِي لكَ أنْ لا تَأْمَنَ النَّارا

المرء خبير بنفسه

ما حك جلدَك مثلُ ظفرِك
فتولَّ أنتَ جميعَ أمرك

وإذا قصدتَ لحاجةٍ
فاقصدْ لمعترفٍ بفضلِك

وحدي للعبادة

إذَا لَمْ أجِدْ خِلاًّ تَقِيَّاً فَوِحْدَتي
ألَذُّ وَأشْهَى مِنْ غَوِيٍّ أُعَاشِرُه

وَأَجْلِسُ وَحْدِي لِلْعِبَادَةِ آمِناً
أقَرُّ لِعَينِي مِنْ جَلِيسٍ أُحَاذِرُه

رحمتك اللهم

قَلْبِي بِرَحَمتِكَ اللَّهُمَّ ذُو أُنُسِ
في السِّرِّ وَالْجَهْرِ وَالإِصْبَاحِ وَالْغَلَسِ

وَمَا تَقَلَّبْتُ مِنْ نَوْمِي وَفي سِنَتى
إلاَّ وَذكْرُكَ بَيْن النَّفَسِ وَالنَّفَسِ

لَقَدْ مَنَنْتَ عَلَى قَلْبي بِمَعْرِفَةٍ
بِأنَّكَ اللَّهُ ذُو الآلاءِ وَالْقَدْسِ

وَقَدْ أَتَيْتُ ذُنُوباً أَنْتَ تَعْلَمُها
وَلَمْ تَكُنْ فَاضِحي فِيهَا بِفِعْلِ مسي

فَامْنُنْ عَلَيَّ بِذِكْرِ الصَّالِحِينَ وَلا
تَجْعَلْ عَلَيَّ إذاً في الدِّينِ مِنْ لَبَسِ

وَكُنْ مَعِي طُولَ دُنْيَايَ وَآخِرَتي
وَيَوْمَ حَشْرِي بِما أَنْزَلْت في عَبَس

طريق النجاة

يَا وَاعِظَ النَّاسِ عَمَّا أنْتَ فَاعِلُهُ
يَا مَنْ يُعَدُّ عَلَيْهِ العُمْرُ بِالنَّفَسِ

احْفَظْ لِشَيْبِكَ مِنْ عَيْب يُدَنِّسُهُ
إنَّ البَيَاضَ قَلِيلُ الْحَمْلِ لِلدَّنَسِ

كَحَامِلٍ لِثِيَابِ النَّاسِ يَغْسِلُهَا
وَثَوْبُهُ غَارِقٌ في الرِّجْسِ وَالنَّجَس

تَبْغي النَّجَاةَ وَلَمْ تَسْلُكْ طَرِيقَتَهَا
إنَّ السَّفِينَةَ لاَ تَجْرِي عَلَى اليَبَسِ

رُكُوبُكَ النَّعْشَ يُنْسِيكَ الرُّكُوبَ عَلى
مَا كُنْتَ تَرْكَبُ مِنْ بَغْلٍ وَمِنْ فَرَسِ

يَوْمَ القِيَامَةِ لاَ مالٌ وَلاَ وَلَدٌ
وَضَمَّةُ القَبْرِ تُنْسي لَيْلَةَ العُرسِ

العلم نور

شَكَوْتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي
فَأرْشَدَنِي إلَى تَرْكِ المعَاصي

وَأخْبَرَنِي بأَنَّ العِلْمَ نُورٌ
وَنُورُ اللَّهِ لا يُهْدَى لِعَاصِي

أحب الصالحين

أُحبُّ الصَّالِحِينَ وَلسْتُ مِنْهُمْ
لَعَلِّي أنْ أنَالَ بهمْ شَفَاعَهْ

وَأكْرَهُ مَنْ تِجَارَتُهُ المَعَاصِي
وَلَوْ كُنَّا سَواءً في البضَاعهْ

أداب الناصح

تَعَمَّدني بِنُصْحِكَ في انْفِرَادِي
وَجَنِّبْنِي النَّصِيحَةَ في الْجَمَاعَه

فَإِنَّ النُّصْحَ بَيْنَ النَّاسِ نَوْعٌ
مِنَ التَّوْبِيخِ لا أرْضَى اسْتِمَاعَه

وَإنْ خَالَفْتنِي وَعَصَيْتَ قَوْلِي
فَلاَ تَجْزَعْ إذَا لَمْ تُعْطَ طَاعَه

الرجا سلم لعفو الله

إليك إلـه الخلق أرفع رغبتي
وإنْ كنتُ ياذا المنِّ والجودِ مجرمَا

وَلَمَا قَسَا قَلْبِي وَضَاقَتْ مَذَاهِبِي
جَعَلْتُ الرَّجَا مِنِّي لِعَفْوِكَ سُلّمَا

تَعَاظمَنِي ذنبي فَلَمَّا قَرنْتُه
بِعَفْوكَ رَبي كَانَ عَفْوَكَ أَعْظَما

فَمَا زِلْتَ ذَا عَفْوٍ عَنِ الذَّنْبِ لَمْ تَزَلْ
تَجُودُ وَتَعْفُو مِنَّةً وَتَكَرُّمَا

فَلَولاَكَ لَمْ يَصْمُدْ لإِبْلِيسَ عَابِدٌ
فَكَيْفَ وَقَدْ أغْوى صَفيَّكَ آدَمَا

فيا ليت شعري هل أصير لجنةٍ
أهنا وأما للسعير فأندما

فَللَّهِ دَرُّ الْعَارِفِ النَّدْبِ إنَّهُ
تفيض لِفَرْطِ الْوَجْدِ أجفانُهُ دَمَا

يُقِيمُ إذَا مَا الليلُ مَدَّ ظَلاَمَهُ
عَلَى نَفْسِهِ مَنْ شِدَّةِ الْخَوفِ مَأْتمَا

فَصِيحاً إِذَا مَا كَانَ فِي ذِكْرِ رَبِّهِ
وَفِي مَا سِواهُ فِي الْوَرَى كَانَ أَعْجَمَا

وَيَذْكُر أيَاماً مَضَتْ مِنْ شَبَابِهِ
وَمَا كَانَ فِيهَا بِالْجَهَالَةِ أَجْرَمَا

فَصَارَ قَرِينَ الـهَمِّ طُولَ نَهَارِهِ
أَخَا السُّهْدِ وَالنَّجْوَى إذَا اللَّيلُ أظلَمَا

يَقُولُ حَبيبي أَنْتَ سُؤْلِي وَبُغْيَتِي
كَفَى بِكَ للرَّاجِينَ سُؤْلاً وَمَغْنَمَا

أَلَسْتَ الَّذِي غَذَّيتني وهديتَنِي
وَلاَ زِلْتَ مَنَّاناً عَلَيَّ وَمُنْعِمَا

عَسَى مَنْ لَهُ الإِحْسَانُ يَغْفِرُ زَلَّتي
وَيَسْتُرُ أَوْزَارِي وَمَا قَدْ تَقَدّما

تعاظمني ذنبي فأقبلتُ خاشعاً
ولولا الرضا ما كنتَ يا ربِّ مُنْعما

فإن تَعْفُ عني تَعْفُ عن متمرِّدٍ
ظَلُومٍ غَشُومٍ لا يزايلُ مأثما

فإن تستقمْ منيَ فلستُ بآيسٍ
ولو أدخلوا نفسي بجُرْم جهنَّما

فجرمِي عظيمٌ من قديم وحادثٍ
وعفوُك يأتي العبدَ أعلى وأجْسَما

حَواليَّ فضلُ اللَّه من كل جانب
ونورٌ من الرحمن يفترش السَّمَا

وفي القلب إشراقُ المحبِ بوصلهِ
إذا قارب البشرى وجاز إلى الحمى

كم هي الدنيا رخيصــة

يا من يعانق دنيا لا بقاء لها
يمسي ويصبح في دنياه سافرا


هلا تركت لذي الدنيا معانقة
حتى تعانق في الفردوس أبكارا

إن كنت تبغي جنان الخلد تسكنها
فينبغي لك أن لا تأمن النارا

القنـــاعة والتوكل على الله في طلب الرزق

إذا أصبحت عندي قوت يومي
فخل الهم عني يا سعيد
ولا تخطر هموم غد ببالي
فإن غدا له رزق جديد
أسلم إن أراد الله أمرا
فأترك ما أريد لما يريد

هذه هي الدنيا

تموت الأسد في الغابات جوعا
ولحم الضأن تأكله الكــلاب

وعبد قد ينام على حريـــر
وذو نسب مفارشه التــراب


دعوة إلى التنقل والترحال

ما في المقام لذي عـقـل وذي أدب
من راحة فدع الأوطان واغتـرب

سافر تجد عوضـا عمن تفارقــه
وانْصَبْ فإن لذيذ العيش في النَّصب

إني رأيت ركـود الـماء يفســده
إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب

والأسد لولا فراق الغاب ما افترست
والسهم لولا فراق القوس لم يصب

والشمس لو وقفت في الفلك دائمة
لملَّها الناس من عجم ومن عـرب

والتِّبرُ كالتُّـرب مُلقى في أماكنـه
والعود في أرضه نوع من الحطب

فإن تغرّب هـذا عـَزّ مطلبـــه
وإن تغرب ذاك عـزّ كالذهــب

الإمام الشافعي

هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب القرشي
صاحي
صاحي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
َ